الحيوانات تهتدي بضوء القمر

[امنة]

من المعروف جيدا ان الطيور تستخدم الشمس في الوصول إلى موطنها، والآن يقول علماء الأحياء إنهم اكتشفوا أول حالة يعتمد فيها حيوان على ضوء القمر في التنقل.
وعلى الرغم من أن هذا الحيوان هو الخنفساء، إلا أن قدرته على استخدام نور القمر كبوصلة لتحركاته قد يصبح أمرا واسع الانتشار في مملكة الحيوانات.

وتستخدم الطيور الشمس والقمر والنجوم كمؤشر في السماء.

غير أنه يبدو أن الخنفساء الإفريقية تتمتع بمهارات أكثر براعة، فهي تستخدم النموذج الذي يتكون عندما يضرب نور القمر الجزيئات الصغيرة في الجو وهو المعروف باسم (استقطاب الضوء) كي توجه نفسها وتسافر في خط مستقيم.

وعندما تسود السحب ظلام الليل، تكون حركة الخنفساء على الأرض عشوائية وتميل إلى التحرك في شكل دائري.

وأكدت التجارب أن الخنفساء تستخدم نموذج الاستقطاب من نور القمر أكثر من القمر نفسه كي تتحرك وتتنقل.

وعندما وضع باحثون من السويد وجنوب إفريقيا مرشح استقطاب للضوء فوق الخنفساء وأداروا الضوء غيرت الخنفساء اتجاها.

واكتشف الباحثون وجود مستقبلات خاصة في العين تقوم بتتبع ضوء القمر المستقطب والذي يكون خافتا ملايين المرات بالنسبة لضوء الشمس.

وقالت الباحثة ماري داك من جامعة لوند بالسويد "من المحتمل أن يكون ذلك منتشرا بشكل كبير في مملكة الحيوانات، فعلى سبيل المثال النحل والزنابير وغير ذلك من أنواع الخنافس."

الحمام العائد إلى موطنه

وقال الدكتور فرانك كريل من قسم الحشرات بمتحف التاريخ الطبيعي بلندن إن دراسات سابقة اقترحت أن الحشرات الليلية الأخرى توجه نفسها عن طريق نور القمر المستقطب.

وأضاف "من الضروري إجراء مزيد من الاختبارات على فصائل أخرى من مجموعات مختلفة من الحشرات الليلية لمعرفة ما إذا كانت هذه الآلية فريدة في الخنفساء الإفريقية أم منتشرة في الحشرات او المفصليات."

كما يحتمل أيضا أن تتحرك الطيور عن طريق ضوء القمر، حيث أوضحت الدراسات التي تم إجراؤها على الحمام العائد إلى موطنه والطيور المهاجرة أنه يوجد داخل هذه الطيور ساعة داخلية تحددها حركة الأجسام السماوية.

ويقول إيان داوسون من الهيئة الملكية لحماية الطيور في المملكة المتحدة "ليس مفاجأة أن تكون الطيور قادرة على استخدام ضوء القمر المستقطب فضلا عن النجوم والشمس والمجال المغناطيسي للأرض."