بلاغة طفلة
قـــال الأصـــمعي: خرجت ذات ليلة إلى الصحراء ، وكان الليل قراً
والريح صراً ، وفيما أنا سائر إذ بصرت بطفلةٍ لم تتعدَ التاسعة من عمرها تغني وتقول:
أستغفرُ الله لذنبي كلِّـه قتلتُ إنساناً بغير حّلــه
مثل غزالٍ ناعمٍ في دلِّه وانتصف الليل ولم أصلّه
فقلت لها: يا هذه ، قاتلك الله ما أبلغك على صغرك! فأجابت: ويحك يا رجل ، وهل هذه بلاغة بجانب
قول الله:
" وَأَوْحَيْنَا إِلَى أُمِّ مُوسَى أَنْ أَرْضِعِيهِ فَإِذَا خِفْتِ عَلَيْهِ فَأَلْقِيهِ فِي الْيَمِّ وَلَا تَخَافِي وَلَا تَحْزَنِي إِنَّا رَادُّوهُ إِلَيْكِ وَجَاعِلُوهُ مِنَ الْمُرْسَلِينَ ". {القصص(7)}
فقد جمع الله سبحانه بين أمرين ونهيين وبشارتين في آية واحدة! فقال
الأصـــــمعي: فانصرفت طرباً جزلاً من شدة إعجابي بهذه الفتاة التي نبهتني إلى بلاغة القرآن
الكريم.
(منقول من كتاب 93 قصة من روائع قصص العرب)
وشكراً