اشترك في نشرتنا البريدية ليصلك كل جديد

canary · 29-04-2005, 11:25 AM

"قصه النقاب"
للشيخ "ابو سلمان طارق بن عبد الرحمن اللغوى"

قصه النقاب
فى اقصى الشمال من مصر حيث الطبيعه السهله السمحه الغناء , حيث الزرع الاخضر النضير يمتد على مرمى البصر بلا انقطاع وعلى بعد بضعه اميال من البحر كنت القى خطبه الجمعه فى مطلع العام الهجرى عن الهجره النبويه دروس وعبر وبعد الفراغ من الخطبه والصلاه اعتذرت لاخوانى المصلين عبر مكبر الصوت اننى على سفر عاجل الى القاهره ولذا فانى ساحرم من مصافحتهم ومعانقاتهم كما تعودنا عقب الخطب والدروس .
نزلت من المسجد مهرولا اللى السياره ثم انطلق بنا السائق وانظر الى اقدار الله فكل شئ خلقه الله بقدر ولكل نبا مستقر وكل حادثه من ورائها حكم باهرات وكل شئ عنده بمقدار فلولا ما ساقصه عليك الان ما كنت لاخط هذه الكلمات وماكنت حتى هذا التاريخ قد انتويت الكتابه فى هذا الموضوع لولا ان الله هئ له اسبابه وعزم لى عليه بعد واقعه ساقصها عليك.

فعند اول تقاطع للطريق استوقفتنا امراتان تستاذنان فى الركوب معنا الى بلده فى طريقنا فاذنا لهما وبينما هما تركبان انشقت الارض عن رجل لست ادرى من اين خرج ولا من اين جاء ينقر على زجاج النافذه فتحت له كانت هيئته توحى بانه مزارع يعمل بيديه فى الارض يقول ياعم الشيخ بعد اذنك اسالك سؤال
تحت امرك اتفضل :
ياعم الشيخ قل لى النقاب فرض وللا سنه ؟
قلت له تريد الحق الحق الذى لاحق غيره ام اغشك ؟
قال لولا انى اريد الحق ما سالتك
قلت والله الذى لا اله غيره النقاب فرض
ثم تعجبت حين سالنى هذا الرجل المبارك الذى كان هو والمراه التى ركبت معنا سببا مباشرا فيما اكتب الان
سالنى وفيه دليل على كده يا عم الشيخ ؟
قلت معجبا بسؤاله بقدر ما اخذنى العجب نعم قال الله تعالى : "واذا سالتموهن متعا فسالوهن من وراء حجاب"ثم وضعت كلتا يدى الاثنتين حاجزا بين وجحهى ووجهه وكلمته من وراء يدى وقلنت هل ترى وجهى الان وانا اكلمك ؟
قال: لا
لماذا؟ واجبت لااننى اكلمك من وراء حجاب, فالمراه لا ينبغى ان تحدث الرجال او تظهر عليهم الا من وراء حجاب يحجب عنهم وجهها وجمالها
قال الرجل افادك الله ولا اعطلك
وانصرف منشرح الصدر مرتاح البال كمانما انزاحت صخره من على صدره .

تحركت السياره ثانيه فاذا باحدى المراتين تقول :
يا عم الشيخ بس النقاب سنه مش فرض
قلت : لها من قال ذلك؟
قالت: انا سامعه كده
قلت لها ولكنى اجبت الرجل بما قراته انا وبما سمعته وبما اعلم انه الحق الذى ادين لله به وارجوا ان القى الله عليه
قلت لها ساحكى لكى ما علمته واحكمى انهتى ولن احكم انا
قالت: اتفضل
قلت تعالى ننظر الى النبى صلى الله عليه وسلم الذى نزلت عليه ايات الحجاب كيف فهمها وكيف فهمتها زوجاته الطاهرات رضى الله عنهن هلى كانت زوجان النبى صلى الله عليه وسلم ام الخمار الذى يكشف الوجه
قالت كانوا لابسن النقاب قلت جميل تعلاى الى بنات النبى صلى الله عليه وسلم ماذا كانوا يلابسون قالت النقاب قلت جميل جدا تعالى الى زوجات الصحابه ماذا كانوا يلبسون قالت بلهجه المتسائل النقاب
قال نعمد
وكانوا يخرجون للصلاه مع النبى صلى الله عليه وسلم كغربان سود يلبسن السواد ولا يرى منتهن شئ كما وصفتهن امنا ام سلمه زوج النبى صلى الله عليه وسلم ورضى الله عنها
تعالى الى بنات الصحابه ماذا كانوا يلبسون قالت اكيد هما كمان كانوا لابسين النقاب قلت فتح الله عليك

قلت تعالى الى المراه المسلمه على مدار التاريخ من عهد النبى صلى الله عليه وسلم الى سنه قريبه جدا منا انها سنه 1919 م يعنى ثوره 19
قلت هل تعرفقين ماذا كانت تلبس المراه المسلمه كل هذه القرون الطويله قالت مره ثانيه بلهجه المتسائل النقاب
قلت بالظبط ولا شئ غير النقاب
هنا دخلت الثانيه فى حديثنا وقالت فعلا انا رايتهم فى الافلام التى تتحدث عن الثوره يلبسون النقاب قلت فتح غالله عليكى فقد كان النقاب هو زى المراه المسلمه فى طول العالم الاسلامى وعرضه
ثم قلت هل كان النبى صلى الله عليه وسلم والصحابه والمسمون على مدار التاريخ هل كل هؤلاء كانوا على خطا حين فهموا ان الحجاب هو النقاب وهل كانت المراه المسسلمه من عهد وزجات النبى صلى الله عليه وسلم وحتى تاريخ الثوره المذكور هل كانت تلبس النقاب عن جهل وضلاله ام عن علم ورشد
ان الحقيقه اوضح من الشمس فى ضحاها فلا شئ يستر المراه ويصون جمالها وعفتها وحياءها مثل النقاب وعند هذا الحد كانت السياره قد بلغت مقصد المراتين فشكرتا ونزلتا وقد استبان لهما وجه الحق فى المساله وةلله الفضل والمنه ثم التفت اليك ايها القارئ الكريم وايتها الاخت المؤمنه لاقول اننى لم اخص الى الان فى حجج الموجوبين بالنقاب ولن ادحض شبه المخالفين الذين يكفى فى الرد عليهم شهاده التاريخ وشهاده الفطره النقيه

فشهاده التاريخ تثبت ان المراه المسلمه لم تتخلى عن نقابها يوما من الدهر منذ نزلت ايا ت الحجاب وحتى التاريخ المذكرو للثوره وزعيمها الهمام الذى اجترا على ما لم يجترئ عليه رجل مسلم على مدار التاريخ حين مد يد اثمه على مجه زعيمه تحرير المراه هدى شعراوى صنيعه الغرب المتحرر فنزع عنها نقابها لاول مره فى تاريخ الاسلام والمسلمين والقى به على الارض وسط ضحكاتها التى ترن متجاوبه مع ضحكات صويحباتها من الجيل الحر اما شهاده الفطره فانها تشهد ان اجمل ما فى المراه وجهها وهو مجمع حسنها وجمالها وفتنتها وان الاسلام وهو دين الفطره ما كان ليعرى هذا الجمال ويتركه كلاً مباحا لكل من هب ودب من فجره فاسقين ثم انا لا اعرف رجل راح يبحث عن عروس جميله فقالوا له ان ساقها جميله او رجلها بديعه او خصرها فتان او صدرها ممتلئ او غير ممتلئ ما سمعنا بهذا فى ابائنا الاولين
فكل ذلك لا يعنى صاحبنا فى شئ لانه فى الاصل يسال عن وجهها وما قصد بجمالها جمال جسدها وانما قصد جمال وجهها لا غير فكل شئ يتغاضى عنه الباحث عن الجمال اذا كان الوجه جميلا ولا يغنى عن جمال الوجه جمال يد ولا جمال رجل فبالله كيف يستر الاسلام رجلى المراه وذراعيها ولا يستر وجهها مع ان جمالهاوفتنتها وتاثر القلب بها وما يعلق بالذاكره منها كل ذلك خاص بالوجه لا بغيره ان الحق ابلج والحق احق ان يتبع ولو خالف اهواء الناس وسبق الله "وبالحق انزلناه وبالحق نزل وما ارسلناك الا مبشرا ونذير "
فما على الرسول الا البلاغ وما على الدعاه الا ان يبينوا للناس طريق الرشاد وصدق الله " النك لا تهدى من احببت ولكن الله يهدى من يشاء وهو اعلم بالمهتدين ".

ونكمل حديثنا فى الجزء الثانى الذى بعون الله نقاب اخر الزمان .