مرض الكلب " السعار "
مرض الكلب ( داء السعار)
Rabies (Hydrophobia)
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
تعتبر هذه أول مشاركة لي في هذا المنتدى والتي أتمنى أن تحوز على رضاكم 0000
تعريف:
مرض الكلب من أخطر الأمراض المشتركة التي تصيب الإنسان حيث يؤثر على الجهاز العصبي مسببا الموت السريع . وتساعد الحيوانات البرية كالثعالب وكذلك الخفافيش على استمرارية العدوى وانتقال المرض إلى الحيوانات الأليفة ومنها الإنسان. وقد أظهرت تقارير منظمة الصحة العالمية أن هناك حوالي 4 ملايين حالة عقر للآدميين سنويا بواسطة الكلاب والقطط وغيرها. وأن هناك أكثر من ثلاثين ألف حالة وفاة تسجل بسبب هذا المرض على مستوى العالم سنويا.
المسبب المرضي : فيروس الكلب . وهو يفضل الجهاز العصبي ويوجد في انسجته. كما يوجد في الغدد اللعابية وفي لعاب المصاب. وأحيانا في الدموع والبول والحليب ولكنه لا يوجد في الدم.
وقد ثبت أن الفيروس يتواجد في لعاب الكلب المصاب قبل ظهور الأعراض المميزة بمدة تتراوح من 2 – 10 أيام ولذلك ينشر العدوى دون إثارة أي التفات إليه. الفيروس حساس حيث يهلك بسرعة عند تعرضه للظروف البيئية مثل أشعة الشمس المباشرة، الحرارة ولهذا لا تلعب الأدوات دورا في نقل الفيروس. يقتل الفيروس بسهولة في الأحماض والقلويات وفي محلول 5 % فينول لمدة نصف ساعة أو محلول 1 % فورمالين أو 3% محلول كريزول وكذلك الغليان أو التسخين لمدة نصف ساعة على درجة حرارة 58O م. على عكس معظم الفيروسات فإن فيروس الكلب يتواجد باستمرار في المجتمعات الحيوانية والآدمية نظرا إلى :
1. أن العدوى بالفيروس مميتة نظرا لالتهاب أنسجة المخ مما يجعل الحيوان المصاب في حالة هيجان ويجري بجنون (go mad ) ويعض أي كائن حي في طريقة كما يأكل الأشياء الغريبة ولذلك يسمى السعار الهائج (Furious rabies) .
2. يتواجد فيروس المرض في الغدد اللعابية للحيوان المصاب وبالتالي يحمل اللعاب العدوى إلى الأجزاء التي يتم عقرها أو حتى التي لحسها وبها خدش.
مصادر العدوى: يعتبر المصدر المباشر للعدوى هو لعاب الحيوان المصاب بالمرض.
مستودعات العدوى:
الحيوانات الأليفة والبرية وخاصة الكلاب والقطط الضالة والثعالب وتعتبر الخفافيش وخاصة مصاصة الدماء Vampire bats التي توجد بكثرة في دول أمريكا الجنوبية من العوائل التي تخزن العدوى دون ظهور أعراض عليها، وتنقل المرض بصورة خطيرة للماشية عند مهاجمتها لقطعان الأبقار.
طرق انتقال العدوى:
1. من خلال عضة الحيوان المصاب .
2. التماس بين لعاب الحيوان المصاب وجرح مفتوح . كما يحدث عند محاولة إزالة أي انسداد من البلعوم للحيوان المصاب عن طريق إدخال الأيدي وبها جرح أو خدش.
3. العدوى من خلال تناول حليب الأبقار المصابة نادرة جدا ولم تسجل حالات منها إلا أنها قد تحدث إذا كان هناك خدوش في الغشاء المخاطي المبطن للقناة الهضمية (يتأثر بحموضة المعدة) .
ملحوظة : كما ذكرنا أن الفيروس قد يتواجد في لعاب الكلاب المصابة قبل ظهور الأعراض ومن هنا قد ينتقل العدوى دون أي التفات إليه. ومن ذلك يبدو لنا مدى حكمة الشريعة الإسلامية على نجاسة مخطم الكلب (الأنف والفم ) بالذات.
4. تلاحظ في السنوات الأخيرة عدة حالات لانتقال العدوى إلى الأشخاص دون عقر من خلال عمليات ترقيع قرنية العين لهم بقرنية أشخاص موتى بسب مرض الكلب ولم تشخص حالاتهم جيدا.
5. لا تلعب الحشرات دورا في نقل العدوى .
6. قد ينتقل فيروس الكلب من خلال الاستنشاق في كهوف الخفافيش التي يتلوث بها لعاب وبول الخفافيش المصابة وخاصة إذا كان هناك خدش أو تهتك في أنسجة الأنف والزور ولكنها نادرة . ولكن غالبا ما يهاجم الخفاش المصاص للدماء قطعان الأبقار وتكون إصابة الآدميين في الأماكن الموبؤة وخاصة أثناء النوم خارج مساكنهم أو في المساكن الغير مغلقة جيدا (مفتوحة الشبابيك أو الأبواب).
لقد وجد أن الفيروس يتواجد في لعاب ودموع وبصاق وإفرازات الجسم الأخرى للإنسان المصاب لمدة أسبوع الا ان انتقال العدوى لشخص آخر غير معروفة عمليا وقد يكون السبب في ذلك هو أنه الشخص المصاب يتم وضعة تحت ارتخاء تام.
مدة الحضانة:
كلما كانت العضة قريبة من الجهاز العصبي المركزي ( المخ ، النخاع الشوكي) كان ظهور الأعراض سريعا . فمثلا 85% من الحالات تتراوح فتر ة الحضانة من 2 أسبوع – 2 شهر وإذا كان العقر في الرأس أو الوجه قد تظهر الأعراض في خلال عشرة أيام ينما إذا كانت الإصابة ( العضة ) خفيفة في الأطراف قد تمتد فترة الحضانة من أسابيع إلى شهور .
فترة الحضانة في الكلاب تتراوح من 10 أيام – 6 شهور بمتوسط 3 – 8 أسابيع.
العوامل التي تؤثر على القابلية للعدوى هي :
1. مكان الإصابة ( قربها أو بعدها عن المخ ).
2. مدى تهتك الأنسجة .
3. ضراوة وكمية الفيروس التي تم حقنها في الجرح .
4. المواضع الغنية بالأعصاب ( كلما كان الموضع غني بالأعصاب كلما قصرت فترة الحضانة )
أعراض المرض في الكلاب:
أ. السعار الهائج : Furious rabies
يصاب الكلب بحالة هيجان وانفعال شديد يعض أ ي كائن حي ويأكل الأشياء الغريبة مثل الأخشاب والقماش ، حدوث تشنجات في البلعوم فيسيل لعابه ويمتنع عن الطعام والشراب ،يتبع ذلك دور همود ويضطرب التنفس ويصاب الحيوان بالشلل وينفق خلال بضعة أيام .
ب. السعار ا لهامد: Dumb rabies
لا يظهر على الحيوان أي مظاهر هيجان ويلاحظ عدم المقدرة على بلع الطعام وهنا تكون الخطورة عند محاولة مالك الكلب إزالة الجسم الغريب من حلق الكلب فتتلوث يده بلعاب الحيوان المصاب . ويحدث شلل في الفك السفلي ثم يعقبه بقية الجسم وينفق الكلب المصاب في خلال 1 – 3 أيام .
أعراض المرض في الإنسان:
الأعراض المبدئية في صورة صداع ، توعك عام ، ارتفاع بسيط في درجة الحرارة ، قلق وعصبية مع أحساس بالألم وحرقان شديد حول مكان العضة ويصاحب هذا القلق اضطراب نفسي ومع تقدم المرض يزداد القلق والعصبية (كزيادة الحركة ) تتميز الحركة بالاندفاع الشديد والمفاجئ .يشعر المصاب برعشة تصاحبها حمى مع صعوبة التنفس وصعوبة البلع وزيادة اللعاب ، اتساع حدقة العين ، كثرة التبول ، عدم القدرة على مواجهة الضوء أو تحمل الأصوات العالية .
تحدث تقلصات مؤلمة لعضلة البلعوم لذلك يتجنب المريض السوائل ويرفض شربها وخوف شديد منها رغم شدة عطشه . وهكذا ينعكس على ملامح وجهه وحركاته هذا الخوف والرفض في صورة رهيبة من الفزع والهياج المفاجئ بمجرد رؤيته للماء أو السوائل وتسمى هذه الحالة المميزة للمرض ظاهرة الخوف من الماء Hydrophobia. ونتيجة لعدم قدرته على البلع يتجمع اللعاب ويسيل من فمه . مع تقدم الحالة تنتاب الجسم تقلصات عضلية ونوبات تشنجية عنيفة تتخللها فترة ارتخاء تام وقد يموت المريض خلال أحد هذه النوبات . يحدث شلل في عضلات الحنجرة ويمتد إلى عضلات الوجه ، العين ، اللسان ،الأطراف ثم يمتد إلى باقي عضلات الجسم لتنتهي الحالة بالموت بعد 4 – 14 يوم. نسبة الوفيات للأشخاص المصابين بعد ظهور الأعراض قد تصل إلى 100 % .
التشخيص:
1. أحداث عقر سابق .
2. الأعراض المميزة .
3. الفحص الهستولوجي لأنسجة المخ بحثا عن أجسام نجري Negri bodies.
4. اختبار الفحص الفلور سنت للأجسام المضادة Fluorescent Antibody test.
5. عزل الفيروس من عينات الأنسجة ( المخ ، الغدد اللعابية ).
طرق السيطرة والوقاية :
تعتمد على :
أ. السيطرة على المرض في الأشخاص المصابين فعلا ( اللذين تعرضوا للعدوى ).
ب. السيطرة على الفيروس في الكلاب والحيوانات الأخرى .
أ. طرق السيطرة على المرض في الأشخاص الذين تعرضوا للإصابة :
1- العلاج الموضعي: يجب غسل الجرح مكان العضة أو الخدش فورا بالماء الجاري والصابون . ثم تطهيرها بصبغة اليود 3 – 4 % ، الكحول 40 – 70 % أو مركبات الأمونيوم 0.1% ويجب عدم إغلاق الجرح حتى يمكن تطهيره من الداخل تماما . ويمكن حقن المصل الواقي المضاد حول وتحت مكان العضة .
2- الحقن بالمصل الواقي: Specific antiserum يجب إعطاؤه مباشرة للأشخاص الذين تعرضوا للعض مع مراعاة أن المصل يجب إعطاؤه قبل مرور 72 ساعة من العض بجرعة 0.5 سم/كجم من وزن الجسم.
3- الحقن باللقاح Active Immunization: لابد من إعطاء اللقاح للأشخاص بمجرد تعرضهم للعض أو حتى الخدش بواسطة :
أ. كلب عليه علامات المرض.
ب. كلب عض شخص ولم يتم الإمساك به .
ت. كلب عض شخص ونفق .
ث. كلب تحتوي أنسجة مخه على أجسام نجري Negri bodies .
4- كل حيوان يعقر شخص:يجب التحفظ عليه لمعرفة الشرطة والسلطات البيطرية تحت الرقابة لمدة أسبوعين . فإذا ظل حيا وسليما خلال هذه المدة يفرج عنه دون خوف من احتمال المرض به أو بالشخص المعقور . أما إذا ظهرت عليه أعراض المرض خلال هذه الفترة فيترك حتى تتقدم حالته وتسوء وذلك لظهور أجسام نجري في المخ وسهولة التشخيص .
5- الأشخاص المعرضون لخطورة العدوى: يجب إعطائهم 3 جرعات من اللقاح على فترات 5 -7 أيام مع إعطائهم جرعة منشطة.
اللقاحات الآدمية :
1. لقاح أيموفاكس الفرنسي Imovax Rabies Vero : عند اليوم صفر ، 3 ، 7 ، 14 ، 30 ثم منشطة عند 90 يوم .
2. لقاح أجنة البط Duck Embryo Vaccine "DEV":
3. اللقاح الهولندي المحضر على كلية أجنة الكلب : "DKCV" عند اليوم صفر ، 3 ، 7 ، 14 ، 30 ، 90 يوم
4. لقاح أجنة الدجاج المنقى الآدمي: Purified chick embryo culture vaccine
5. لقاح مربية الفرنسي على الزرع النسيجي الآدمي : "HDCV" عند اليوم صفر ، 3 ، 7 ، 14 و 30 .
ب. مكافحة السعار للكلاب والحيوانات الأخرى:
1. التخلص من الكلاب والقطط الضالة .
2. تركيب كمامة للكلاب .
3. تسجيل الكلاب وترخيصها مع التحكم فيها بواسطة سلسلة.
4. التثقيف الصحي لأصحاب الكلاب وأي مشاكل ناتجة عن إيواء الكلاب تكون على مسئوليتهم .
5. الحجر البيطري لمدة لا تقل عن 6 شهور في حالة الاشتباه للكلاب .
6. يجب إعدام حليب الحيوان المصاب أو المعقور وعدم استعماله للإنسان أو الحيوان . وفي حالة مهاجمة حيوان عاقر لمزرعة بها قطيع حلاب واحتمال إصابة بعض الأبقار . توضع جميع أبقار المزرعة تحت الملاحظة والحجر مع غلي الحليب الناتج من المزرعة جيدا أو بسترته ويجب الحذر التام من وجود جروح بأيدي الحلابين . ويلاحظ أن شرب الحليب من حيوان مصاب يمكن أن ينقل العدوى للإنسان من خلال جروح الشفتين أو الفم أو القناة الهضمية. أما بالنسبة للحوم فأن العدوى تنتقل عن طريقها إلى الجزارين خلال جروح الأيدي أثناء الذبح أو إعدام اللحم . وبالرغم أن الطهي الجيد يقتل الفيروس في اللحوم كما أن العصارة المعدية الهاضمة تقتل الفيروس في المعدة مما يجعل احتمال الإصابة نادرا الا من خلال جروح بالفم أو القناة الهضمية . ولكن نظرا لخطورة المرض فأن القوانين تنص على إعدام لحوم الحيوانات المصابة والتي تبدو عليها أعراض المرض بوضوح . وعندما يعقر حيوان ويذبح فور العقر ( خلال 3 أيام) وقبل ظهور الأعراض فأن مكان العقر والأجزاء المحيطة به تعدم . أما بعد 3 أيام فيجب الإعدام الكلي للذبيحة أو الحجر على الحيوان المعقور 6 شهور فإذا لم تظهر عليه أعراض يفرج عنه ولا يعدم .
7. تحصين الكلاب باللقاح الواقي ضد مرض الكلب .
8. الحيوانات المستوردة والغير محصنة يتم تحصينها عند وصولها وحجزها في المحجر البيطري لمدة لا تقل عن 45 يوم .
9. عمل برنامج لمقاومة الخفاش المصاص .
10.التحفظ على الكلب العاقر لمدة أسبوعين تحت الأشراف البيطري لملاحظة ظهور الأعراض عليه من عدمه.00000000000000
تم نقله من عبدالماجد دراز أستاذ الأمراض المشتركة0
|