تهجين الأسماك ... نعمة أم نقمة !
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أظن أنيّ استفدت من معارف هذا القسم كثيراً وكان لا بد أن أرد إليكم هذا الجميل وأثري جعبتكم بقليل من المعلومات التي آمل أن تحمل لكم في طياتها الجديد
بدايةً أنوّه أنّ هذا الموضوع ليس سوى جزء من مقال أعجبني -من بين العديد منها- يخص الأسماك الهجينة وأني لم أقم سوى بترجمته وتقديمه لكم دون أي تحريفٍ لما ورد فيه

هذه الفقرات من المقال تتناول قضية معينة وهي، ما السبب الذي يجعل هذه الأسماك المهجنة سيئة؟
وكانت الإجابة كالتالي:
أولاً: التهجين يضع أولوية الجدوى الإقتصادية قبل صحة الأسماك
للأسف إن الضغط المتزايد على التجار ليأتوا بشيءٍ جديد يُشبع نهم مربيّ سمكة الفلورهورن ، لجأ بالبعض إلى بتر أجزاء من السمكة بطرق جراحية وتجميلية. حيث يعتبر بتر زعانف الأسماك أو ذيولها أمراً شائعاً، ويمكن ملاحظة ذلك على شكل ندب موجودة على الأسماك، حيث تبتر هذه الأجزاء والسمكة لا تتجاوز 1 سم في طولها. ممارسات كهذه لا بد وأنها تلحق ضرراً كبيراً بصحة الأسماك، ولا يستبعد أن تموت معظم هذه الأسماك قبل بلوغها سن النضوج. أسماك الفلورهورن التي تتمتع بصحة جيدة لا يُحكم عليها من ناحية اللون فحسب، أو إن كانت العلامات على جانب السمكة تُمثل رموزاً صينية جالبة للحظ، بل أيضاً دائرية الجسم صفة من الصفات المهمة. نظراً لهذا لجأ البعض لأحداث ضرراً متعمداً لعمود الأسماك الفقري كي لا تنمو السمكة بشكلٍ طولي وتحافظ على دائرية جسمها. أيضاً لا بد من ذكر أنّ الأسماك الهجينة تعاني من إعاقات تعرقل حياتها الطبيعية لا سيما سمكة ريد بلود باروت التي تعاني من تشويهٍ في الفك ومشاكل في كيسها الهوائي. تُعرف أسماك السكليد بذكائها الحاد وسلوكياتها المعقدة، فإنّ عيوباً تشريحية جسيمة كهذه، تتعارض وسلوك السمكة الطبيعي
ثانياً: فلسفة التهجين والمخاوف الأخلاقية العديد من هواة تربية الأسماك – بما في ذلك كاتب المقال – يبغضون التهجين لإن تفريخهم المتعمد يُظهر بوضوح بعضاً من العجرفة بما يتعلق بفكرة أننا قد نجعل الطبيعة أحسن ونتفوق عليها !! هنالك ما يربو عن 1500 نوعٍ من السكليد الآن في البرية، ويعتبر هذا الرقم تنوعاً طبيعياً كبيراً ويبدو أنه لا ضرورة لإنتاج أسماك هجينة فقط لإن ذلك ممكن. يُعد التنوع الطبيعي مصدر جذب أساسي لهواة السكليد، لذلك فإنّ منتجيّ هذه النوعية من الأسماك ينتقصون من التجمع الطبيعي المتنوع من هذا النوع.
هوية التهجين
 
نظراً لتعدد أنواع السكليد، يعتبر التمييز بينها صعباً جداً في أحسن الأحوال. الصورة الأولى إلى اليسار تُظهر سمكة ميداس -أو كما هو مذكور في المقال بين ظُفرين ( ريد ديفل )- ، والصورة الثانية إلى اليمين تُظهر سمكة فلورهورن تُعرف بين المربين بإسم "جينغ كانغ". التشابه بين السمكتين مدهش للغاية ويوضح كيف أن الفلورهورن قد تختلط على المربين فيما بينها وبين أنواع السكليد الأخرى. الأمر الآخر الذي قد يقلق مربي الفلورهورن هو سعرها المرتفع الذي قد يصل إلى 50 دولار مقارنةً مع 5-15 دولار لسمكة الميداس. لذلك التهجين له تأثيرٌ كبيرٌ على السوق
أخطار التهجين
لعل أكثر المخاوف المحيطة بأسماك السكليد المهجنة على غرار الفلورهورن هو تمييزها بطريق الخطأ على أنها نوع "نقيٌ" من أنواع السكليد مثل أسماك
تريماك Trimaculatus
ميداس Citrinellus
ثم يتم تكثيرها مجدداً مع هذه الأنواع الأصلية. هذا الأمر قد حدث فعلاً مع أنواع مثل synspilus, maculicauda , bimaculatus، وذلك التهجين حدث كله مع المربين بمحض الصدفة، لكن مع الإنتاج المتعمد والمتزايد بمئات الآلاف يتزايد الخطر على هذه الهواية أضعافاً مضاعفة. في أسترالياً مثلاً وفي الوقت الراهن من الصعب جداً إيجاد أصولٍ نقية من أنواع Vieja التي ذكرناها أعلاه أو أسماك ديسكاس نقية كما الحال مع الديسكاس البُني.
على الرغم من أن إعادة أسماك السكليد من قبل هواة تربية أسماك السكليد إلى البرية ليست ممارسة نموذجية في الوقت الراهن، قد يوفر مربو السكليد مصدراً مستقلبياً للأسماك المهددة بالإنقراض حيث يقدمون هذه الأسماك للطبيعة من جديد حيث أنّ التهديد متزايد على الأنظمة البيئة على المستوى العالمي، لذا على جميع مربي السكليد إدراك أنّ الأسماك التي نحتفظ بها في أحواضنا مهددة تماماً في البرية نظراً لعدة أسباب منها: المنافسة من أنواع أخرى مثل سمكة " فرخ النيل" و التطور المدني. من هذا المنطلق لهو من الهام جداً أن نسعى جاهدين لإبقاء هذه الأسماك في أحواضنا إلى جانب وجودها في البرية.
إذاً ما الذي يدفع الناس إلى تهجين الأسماك؟
كلمة واحدة يمكننا استعمالها: التسويق
فالباعة والتجار الذين يبيعون الفلورهون سيخبروك التالي:
تكمن قيمة الفلورهورن في حدبتها البارزة على رأسها واللطخات المرصعة على جسمها واحمرار زعانفها وجسمها ودائرية جسمها بالمجمل.
هناك أيضاً فرضية تقول أنّ سمكة الفلورهورن المتمتعة بالصحة والعافية ستجلب الحظ والرخاء للمالك بناءاً على ما تقوله إحدى ممارسات التنبؤات الصينية.
من الملحوظ أن أنواعاً نقية كثيرة لديها حدبة، وأيضاً مرصعة باللطخات الحمراء والبراقة على جسمها. في الواقع، الفلورهورن توفر جودة ضعيفة جداً من حيث الجمالية مقارنةً مع الأنواع النقية ويبدو انها توفر لنا العديد العديد من الجوانب السلبية.
فلماذا يا تُرى يريد الباعة أن تشتري منهم الفلورهورن؟
حتى تجلب الحظ والثروة لهم على حساب جيبك !
مع العلم أنّ تكلفة أسماك عائلة cichlasomine أقل وتجلب الحظ والرخاء كما الفلورهورن
فماذا يمكننا أن نفعل؟
لا تشتري الفلورهورن والريد بلود باروت أو أي أنواع سكليد هجينة أخرى. عندما تشتري هذه الأسماك، فانت تجعل من الباعة عديميّ الضمير أثرى وتجعل هواية تربية الأسماك أقل شأناً !
الموضوع قابل للنقاش وليس النقد، فأنا لست الكاتب !
|