عرض مشاركة واحدة
قديم 30-10-2010, 09:02 PM   #27
ماروكو
عضو برونزي
 
الصورة الرمزية ماروكو







رد: مخطوطة ابن اسحاق(مدينة الموتى)..قصة رعب نياهههاهاهاها


قال ( يوسف ) لمصطفى :
- << يبدوا أنك نسيت أن علبة الثقاب بجانب الشمعة أمامك ... هيا أضيء الشمعة >>
سمع ( مصطفى ) تلك العبارة فبدأ بيده يتحسس المنضدة إلى أن وجد الثقاب .. كانت يده تهتز من الخوف ولكنة حاول التماسك .. أين علبة الثقاب اللعينة .!!
لقد أمسكها أخيراً ليخرج أكثر من عود ليضيئهم مرة واحدة فقد كان يرى أمة تفعل ذلك لتضمن أن تشتعل شعلة كبيرة من اجتماع أعواد الثقاب ..
لقد قرب الثقاب المشتعل من فتيل الشمعة لحظات بسيطة حتى أضاءت الشمعة .. الضوء الجميل الذي يبعث نسبة من الاطمئنان على ذلك الجو الكئيب .. كان ( مصطفى ) قبل انقطاع التيار الكهربي يجلس على المنضدة وعلى يمينه يجلس ( أحمد ) وعلى يساره يجلس ( حامد ) وأمامه ( محمود ) , أما ( يوسف ) فقد كان يجلس بعيداً ..
أما عندما أضاءت الشمعة المكان مرة أخرى كان الترتيب واحد ولكن هناك شيء لا يريحه في المشهد ؟؟؟
بمجرد أن نظر أمامه بعد إضاءة الشمعة وجد ( محمود ) وقد اتسعت عينية برعب أما ( يوسف ) فقد أصدر شهقة من حلقة ... كانت العيون تنظر على يسار ( مصطفى ) مما جعله ينظر باتجاه ( حامد ) فهو الذي كان يجلس على يساره ...
لا يوجد ما يريب .. ( حامد ) يجلس كما هو , ربما تغير شكله بعض الشيء ..؟؟؟ أعتقد أن شعرة قد استطال فجأة وقد خرج من جانبي رأسه قرنان صغيران .. أما يديه فقد كانت سوداء تماما تكاد تلمع من السواد .. وكذلك وجهه كان أسود تماماً .. سواد يشبه الأبنوس .. ربما أمكننا أن نقول أن عينية قد اسودتا تماماً فلا وجود للقرنية .... هذا ما ظهر على ضوء الشمعة ... ويبدوا أنة كان كافياً ليصرخ ( مصطفى ) ويقع هو ومقعدة على الأرض ..
ساد الهرج وجرى الجميع بعيداً عن المنضدة .. ولكن المشكلة أنهم بمجرد ابتعادهم عن المنضدة يدخلون في دائرة الظلام فلا يرون شيئاً فيضطرون مرة أخرى للاقتراب من الضوء الذي ترسله الشمعة التي فوق المنضدة التي يجلس عليها هذا المسخ هادئاً ..
- << أعوذ بالله من الشيطان الرجيم ... أين ( حامد ) .؟؟؟ >>
انطلقت تلك العبارة من فم ( مصطفى ) وعينية لا تفارق المسخ الجالس وهو يحاول الابتعاد قدر الامكان عن هذا المسخ ...
تلك العيون السوداء لذلك المسخ ثابتة لا تتحرك .. ولكن بمجرد نهاية جملة ( مصطفى ) تحرك وجه هذا الشيء لينظر لمصطفى ويقول بصوت ( حامد ) الأصلي :
- << ( حامد ) يجلس الآن في بيته أمناً فلا تخف علية >>
- << من أنت ؟؟؟؟ >>
هل المسوخ تبتسم ؟؟؟ ربما كانت التشققات التي ظهرت في وجه المسخ تلك هي ابتسامة وهو يقول :
- << أنا ( الغوال ) >>
كان جسد ( مصطفى ) يرتعش وهو يستمع لهذا الشيء ويحاوره , ولكنة أندهش من نطق هذا المسخ لكلمة ( غوال ) فقال له :
- << ماذا تعني ؟؟ >>
- << أنا الغوال من عشيرة الغيلان كلفني سيدي بأن أتشكل لكم في شكل ( حامد ) وأجعلكم تنطقون كلمات رجوع الملك الأعظم المخلبي لتحرروه من قيده .. ولتحرروا جيشه وتجمعوه من الأودية والفلاة .. وقد أتممت مهمتي وحان وقت رجوعي لقبيلتي .. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته >>
انطفأت الشمعة بعد انتهاء كلمات الغوال وساد الظلام ..
ولكن ( مصطفى ) شعر بشيء ثقيل يطبق علية , كأن هناك من يكتم أنفاسه ... يحاول أن يأخذ شهيقاً ولكنة لا يستطيع .. الحياة تنسحب منة ببطء ..

* * *

- << لا نعرف جذراً حدود قدرتهم , ولكن يمكننا مما روي لنا أن نحدد بعض الأشياء , مثلاً : يمكنه أن يؤثر بطريقة غير مفهومة لنا على مراكز عقلك ... حيث يجعلك تشعر بأحاسيس وترى أشياء ليس لها وجود في الواقع ... وربما تحكم في بعض مراكز الكلام والأعصاب في المخ ... ويمكنه أيضاً أن يتشكل في أشكال البشر , أو أشكال الحيوانات , أو أشكال بعض الجمادات , فيمكنه التأثير في دنيا البشر بتلك الطريقة ...
وبالطبع هناك طرق أخرى كثيرة لا يمكن معرفتها أو تحديدها .

* * *


( يوسف ) يخبر ( مصطفى ) بأن يمسك الثقاب لكي يشعل الشمعة ... صوت احتكاك عود الثقاب وهو يشتعل ثم الشمعة وقد توهج نورها ... أين أصدقاءه ..!!!!!
المقاعد خاوية ولا أثر لهم , أخذ ينظر ( يوسف ) يميناً ويساراً برعب وهو يستعيذ بالله من الشيطان الرجيم حتى سمع خطوات أقدام ثابتة تأتي من الطرقة ..؟؟؟؟
نادى بأعلى صوته
- << من أنت ؟؟ >>
لم يتلق رداً بل أخذت الخطوات تقترب حتى دخل صاحبها في مجال ضوء الشمعة ...
كان ( يوسف ) يرى الآن رجل وقور طويل القامة وسيم الملامح أبيض الوجه .. يمتلك خصلات ناعمة من الشعر انسدل بعضها على جبينه ليعطيه مزيد من الوسامة ... يرتدي قميص وسروال .. وعلى شفتيه ارتسمت ابتسامة مطمئنة .. لن يمكننا بالطبع وصف دهشة ( يوسف ) وهو ينظر إلى هذا الرجل بذهول .. !!!!
أما الرجل فقد أخذ أحد المقاعد الخالية ووضعها أمام مقعد ( يوسف ) ثم جلس عليها ووجهه في وجه ( يوسف )
- << كيف هي أحوالك يا ( يوسف ) ..؟؟ >>
- << ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ >>
ضحك الرجل ضحكة خفيفة من نظرة الاندهاش المرتسمة على وجهه ( يوسف ) فقال له :
- << لك عندي يا ( يوسف ) معزة خاصة منذ قديم الزمن .. لذلك فأنا أدين لك بالتفسير , اسأل وأنا أجيب >>
ظل ( يوسف ) ينظر لحظات طويلة لا يقدر على الكلام حتى انفكت عقدة لسانه وقال كأنما أنتبه فجأة لما يحدث
- << من أنت >>
أعتدل الرجل في مجلسة ثم ارتسمت على وجهه ابتسامة وهو يقول :
- << أنا .... أنا المخلبي .... المخلبي بن ذاعات هل عرفتني يا صديقي ... >>
* * *

__________________
سبحان الله و بحمده سبحان الله العظيم
استغفر الله العظيم و اتوب اليه .. <3
ماروكو غير متصل