عرض مشاركة واحدة
قديم 30-10-2010, 08:50 PM   #22
ماروكو
عضو برونزي
 
الصورة الرمزية ماروكو







رد: مخطوطة ابن اسحاق(مدينة الموتى)..قصة رعب نياهههاهاهاها

- << لقد حلمت أول أمس بكابوس رهيب ..... أنني أقف على يابسة في المياه ... وأمامي أربعه رجال مكبلين من أيديهم وأرجلهم , بالسلاسل .... ووجوههم تذوب بفعل السخونة التي لم أعلم مصدرها ... وفي نهاية الكابوس ذاب جسدي من السخونة مثلهم ... >>

* * *

- << لم يكن حلم .... بل كان كابوساً , لقد رأيت نفسي وأنا أقف على جزيرة في وسط الماء , وهناك مقعد تحيط به النيران , ويقف أمامه أربعه رجال مكبلين بالسلاسل , وفجأة ذاب جلد الأربعة رجال , ثم رأيت نفسي أذوب أنا الأخرى مثلهم .... وعندما استيقظت وجدت جسدي ساخن كأنه خرج من الموقد منذ قليل .... ( يوسف ) هل أنت معي ....!!! لماذا لا أسمع سوى صوت أنفاسك ... هل ضايقك كلامي يا حبيبي >>

* * *

وهنا أحس خالد بالحر .... إن الحر هذه الأيام في الأحلام لا يطاق , يجب أن يهتموا بتركيب مبرد هواء أو مروحة في الأحلام .... ولكن الحر تحول لنار , نار شديدة يحس بها تحرق جلدة .... لا لا , إنه يسيح , يسيح فهو يشعر بذلك ....
* * *

كان المشهد الذي يدور الآن في شقة ( يوسف ) يصعب علينا وصفه ..... لقد كان الخمسة أصدقاء في حاله اندهاش كبيرة وكان الصمت هو السيد في تلك اللحظات ..... هنا قطع ( إسلام ) الصمت قائلاً باندهاش
- << لقد بدأت أفقد القدرة على التركيز .... أرجوا أن توضح لي كيف حلمنا نحن الستة بنفس الحلم وفي نفس الوقت ؟؟؟؟؟؟ >>
- << أنا نفسي لا اعلم كيف ....!! ولكن أعتقد أن الموضوع الآن ليس كذبة قد كذبتها عليكم كما يعتقد البعض >>
تحركت عينا ( حامد ) ناحية ( يوسف ) بدهشة وهو يقول
- << لكني أقسم أني لم أروي ذلك الكابوس لأحد .... كيف علمت ؟؟ >>
- << قلت لك أنني استنتجت .... >>
- << وكيف استنتجت ؟؟ >>
- << لأن ( حبيبة ) زميلتي في الجامعة قد أخبرتها عن المخطوطة منذ أيام , وقد قالت لي اليوم أنها حلمت حلم كذا و كذا .... وكانت تصف نفس حلمي ..... وعندما رويت لكم الحلم ووجدت على وجوهكم الفزع , فاستنتجت أنكم رأيتم نفس الحلم في نفس التوقيت >>
- << وكان استنتاجك صحيح للأسف >>
كانت هذه من ( أحمد ) , الذي أكمل قائلاً
- << هل تعرف .... قبل أن أتي إلى هنا أنا و ( إسلام ) , كنت أشكو له من ذلك الكابوس المزعج , لأفاجأ به يقول أنه حلم بنفس الكابوس ...!!!! , وكان الموضوع سيظل سراً بيننا حتى لا يتهمنا البعض بالكذب أو بالخبال .... لكنك تأتي لتقول أنك حلمت نفس الحلم , بل وجميعنا حلمنا بنفس الشيء ....! >>
قال ( مصطفى )
- << لقد حلمت بهذا الكابوس , ولكنني كتمته في نفسي كي لا يتهمني أحد ما بأنني واسع الخيال , أو أنني تأثرت بالكلام الذي رواه لنا ( يوسف ) عن الأربعة الذين تكلم عنهم ( بن إسحاق ) .......!! >>
وقف ( يوسف ) وهو يقول
- - << ببساطة يا شباب .. الأمر الذي نواجهه الآن هو أمر خارج على القوانين الطبيعية , وجاءت الصدفة التي جعلتني أقابل أنا و ( أحمد ) شاب يدعى ( عماد ) .. هو خال ( أحمد ) وقد أفادنا كثيراً جداً حيث عرض علينا مجموعة من الكتب والمراجع التي تكلمت عن مخطوطة بن إسحاق وعن أن هناك مؤرخين قد تكلموا عنها باستفاضة ولكن لم يصل إلينا إلا القليل عنها , وطول فترة إختفاءها يعتقد أنها كانت ميراثاً لإحدى عائلات الصعيد يتوارثها الأبناء عن الأباء حتى وصلت لنا بمحض الصدفة ..>>
هنا نظر ( اسلام ) إلى ( أحمد ) وهو قول له :
- << لماذا لم تخبرني من قبل ...؟ >>
- << فضلت الانتظار حتى يصل خالي إلى شيئاً ما بخصوص تلك المخطوطة فلقد تركناها له ليحللها ويترجم الكلمات التي تحتويها >>
هنا أكمل ( يوسف ) بسرعة قائلاً :
- << ولأنني أحسست بأنني أحتاج إلى مشورة من هو أقدر مني فقد توجهت في نفس اليوم الذي قابلت فية ( عماد ) إلى الشيخ ( محمد ) إمام المسجد القريب ... >>
هنا نظر ( مصطفى ) و ( محمود ) بتسأل لبعضيهما كي يعرفا من هو هذا الشيخ
فقال ( إسلام ) :
- << أنا أعرف الشيخ ( محمد عبد الفتاح ) جيداً أليس هو الذي يقطن قرب محطة البنزين ؟؟؟ >>
- << نعم هو بالظبط >>
ثم أكمل ( يوسف ) قائلاً :
- << ذهبت له للمسجد لأحدثه عن بعض قضايا الجن ولكني بالطبع لم أروي له أي شيء يخص المخطوطة , المهم أنني ذهبت معه لمنزلة وتكلمنا كثيراً وشرح لي الكثير والكثير عن عالم الجن وقوانينه واتصاله بعالم البشر وفهمت على يده الكثير والكثير ويبدوا أننا قد جرت أقدامنا في مسالة أقوى منا بمراحل ...وأعتقد صدقاً ان تلك المخطوطة هي مفتاح لعالم الجن .. أو إذا أردنا التحديد هي مفتاح لبوابات معينة في عالم الجن لم نكون فكرة كاملة عنها >>
سكت الجميع لحظات بعد انتهاء كلمات ( يوسف ) حتى تكلم ( إسلام ) وقال :
- << أعتقد أنني كونت فكرة لا بأس بها عن الموضوع من كلام ( يوسف ) وأعتقد أنني يمكنني تحليل بضعه أمور ...
أولاًَ : نحن نمتلك المخطوطة , ونمتلك أيضاً شهادة صديق ( يوسف ) الذي رافقه لسور الأزبكية , ونمتلك وصفاً للكشك والرجل الذي اشترى منه المخطوطة .... إذن فذلك يعني أن ( يوسف ) قد اشترى المخطوطة بالفعل من المكان الذي وصفة , ولكن باكتشاف ( يوسف ) أن لا وجود للكشك في ذلك المكان وأن الرجل الذي وصفة لصاحب الكشك المجاور قد مات منذ سبعه عشر عاماً , ذلك يعني أن ( يوسف ) قد قابل رجل ميت ....!! وهذا الرجل الميت قد باعه مخطوطة نادرة جداً كما تقول المعلومات ....
ثانياً : ( يوسف ) لم يخبر أحداً عن المخطوطة إلا وقد جاءه نفس الكابوس في نفس التوقيت تقريباً ....!! ( محمود ) , ( أنا ) , ( مصطفى ) , ( أحمد ) , ( حامد ) , ( حبيبة ) .... كلنا نشترك في شيء واحد .... أن ( يوسف ) قد حكى لنا عن حكاية تلك المخطوطة .......
إذن تلك تعتبر رسالة لنا جميعاً .... رسالة لا أعتقد أنني اعرف حل شفرتها ....!! >>
هنا قطع ( يوسف ) كلام ( إسلام ) قائلاً
- << هناك سؤال نسيت أن أسألكم إياه .... هل حلم أحد منكم أمس بحلم غريب ؟؟؟ >>
- << لا >>
- << لا >>
- << لا >>
- << لا أذكر >>
- << وأنا أيضاً >>
كانت تلك الإجابات من أصدقاء ( يوسف ) لتعلن بوضوح أن الحلم الأخير الذي حلم به أمس لم يره غيرة ....!!!
- << لماذا تسأل ... هل حلمت أنت بشيء ؟؟ >>
وهنا روى لهم ( يوسف ) الحلم كاملاً , ثم ذهب ليأتي بورقة ليخط عليها الأسماء التي سمعها في حلمه , والأسماء التي تشابهت معها في المخطوطة ..... حتى نظر الجميع له وهم يسألون بنظراتهم ... ماذا يعني كل هذا ؟؟؟؟
هنا تكلم ( يوسف )
- << للأسف أنا لم أفلح بعد في الربط بين كل هذه الأشياء , ولكن تظل هناك أسئلة بلا أجوبة ....! مثل أن المخطوطة لم تذكر كيف هرب الرجل الرابع ...وهل مات بنفس الطريقة التي مات بها الثلاثة الذين سبقوه أم نجا ؟ وهل كان خروجه من البلدة سبباً في موت أهلها ...؟ ثم لماذا يموت الرجال أصلاً بعد أن أصبحوا أغنياء ....؟ >>
تنحنح ( مصطفى ) ثم قال في إحراج
- << لا تنسى رأي أستاذ التاريخ عندما قال لا وجود لتلك المخطوطة يا ( يوسف ) .... >>
فقال ( إسلام )
- << ماذا ؟؟ >>
فرد علية ( محمود ) قائلاً
- << أعتقد أن المخطوطة مليئة بالثغرات , هذا غير أن الحكايات التي كتبت عنها على الانترنت كلها تتحدث عن المخطوطة على اعتبار أنها أسطورة ... ثم يأتي رأي أحد كبار أساتذة التاريخ الإسلامي في قسمنا لينفي كل وجود لتلك المخطوطة >>
هنا نظر ( يوسف ) إلى ( محمود ) و ( مصطفى ) وهو يقول :
- << وماذا عن الكوابيس , والرجل الميت , والكثير من الأشياء التي تحيط بالمخطوطة >>
- << لا أعرف ولكني مقتنع بعدم وجود تلك المخطوطة >>
أمسك ( يوسف ) بالمخطوطة ثم نظر إلى وجوه أصدقاءه وقال :
- << استمعوا لي , لقد نويت أن أترك تلك المخطوطة لأي شخص يريدها منكم ... فانا قد ثقل علي حملها , ومن يريدها فليفعل بها ما يريد , يحرقها أو يبيعها أو يدمرها لن تفيدني في شيئاً بعد الآن >>
كان سكوت أصدقاءه دلاله على رفضهم لامتلاك تلك المخطوطة ,ولكن ( إسلام ) مد يده ناحية ( يوسف ) قائلاً
- << سأحتفظ بها يا ( يوسف ) ولكن لبحثها وليس للذكرى >>
- << وأنا موافق ... تفضل >>
سلم ( يوسف ) الورق لـ ( إسلام )
- << ولكن هل توجد نسخة أخرى لها >>
- << بالطبع لم أنسى ذلك .... لقد أدخلته على جهاز الكومبيوتر الخاص بي عن طريق الماسح الضوئي, وهناك نسخة مطبوعة عن طريق الكومبيوتر في منزل ( عماد ) ليحللها ..هذا غير أنني خطت في ورق خارجي نص المخطوطة نفسها لتكون تحت يدي إذا فقدت المخطوطة الأصلية ... >>
هنا قال ( مصطفى ) بعناد :
- << أمازلتم تعتقدون في صحتها ...!! >>
- << نعم يا مصطفى مازلنا نعتقد ... أو على أقل تقدير نحترمها >>
أبويا أتحرق هييييييييييييييه ... ولا يا منصور ... أيوه يا مرسي ... مبروك ياد .... الله يخليك يا سيدي عقبال والدك يا سيدي .... في حياتك إن شاء الله *
خرجت العبارة السابقة من موبايل ( إسلام ) , والتي يبدوا أن ( إسلام ) قد جعلها نغمه موبايلة المفضلة ... بالطبع كلنا نعرف أن تلك العبارة مأخوذة من مسرحية ( مدرسه المشاغبين ) الشهيرة ....
- << ألو .... نعم أنا عند صديقي الآن .... لا يمكن أن أتي ..... ماذا ؟؟؟؟ دقائق وأكون في المنزل >>
نهض ( إسلام ) بعد أن أنهى المكالمة وعلى وجهه علامات القلق
<< أسف يا جماعه , إنهم يحتاجونني في المنزل الآن لظرف هام >>
فنهض الجميع قلقين مثله
- << خيراً ماذا حدث >>
- << لا عليكم يا شباب , إنها أختي تقول بأنها تحتاجني حالاً في المنزل لتعطيني شيئاً.. سأذهب الآن ولنتقابل غداً في الكلية .... >>
حياه الجميع , ثم أوصله ( يوسف ) لباب الشقة ... ولم ينسى أن يعطيه المخطوطة في يده قبل أن يرحل .....

* * *
__________________
سبحان الله و بحمده سبحان الله العظيم
استغفر الله العظيم و اتوب اليه .. <3
ماروكو غير متصل