عضو برونزي
|
رد: مخطوطة ابن اسحاق(مدينة الموتى)..قصة رعب نياهههاهاهاها
3 – السجين
يبدوا أن المشاهد الغريبة سنراها كثيراً في هذه القصة ...! ولكن دعني أصف لكم المشهد ....
نحن الآن في منطقة جبلية وعرة , ولو أردنا أن نكشف المنطقة أكثر ... فسنقول بأن هناك شلال من المياه ولا تسألني كيف أتى هذا الشلال ؟ فأنا أصف لك فقط ... المنطقة يغلفها الظلام إلا من ضوء القمر الذي يبعث على الرعب أكثر منه يبعث على الرومانسية ، ولكن حتى الآن لا يوجد شيء غريب بالمشهد يستحق وصفة ....!! ولكن انتظر .... هل ترى ما أراه ؟ بجانب الشلال في داخل الصخور هناك فتحة تشبه فتحة كهف من التي نراها في السينما , وأعلى الفتحة منقوش على الصخور كلمات بلغة غريبة لا أعرفها , ولكن يبدوا أن بها مربعات وخطوط منفصلة عن بعضها ؟؟؟
رباه ...ما هذا الذي أراه ..!! لو كان شخص حي بهذا المكان ورأى ذلك لمات رعباً ....
إن هناك طنيناً يزداد ببطء يكاد يفجر رأسك من الألم ، الطنين يزداد أكثر وأكثر .... وفجأة ، حدثت فرقعه صغيرة على فتحة الكهف التي رأيناها منذ لحظة .... وظهر لحظتها ثلاثة رجال أمام فتحة الكهف ... رجال ...!! لا ليسوا رجال ... فعلى قدر علمي لا يوجد رجال طوال القامة بهذه الطريقة ، ولون جلودهم أحمر ..... هذا ما تراه من ظهورهم فقط فأنا لا أرى وجوههم الآن ..... ولكن يبدوا أن أحدهم هو القائد لأن الاثنين الآخرين يتبعونه في خشوع وهو يدخل إلى الكهف .. ولكن هناك شيء غريب ؟؟ بمجرد دخول الثلاثة رجال من فتحه الكهف تألقت الكلمات المنقوشة أعلى الكهف ...!!
لا أعرف هل أنا دقيق الملاحظة أم أن ضوء القمر لا يريني الموجودات جيداً ؟ أعتقد أنني رأيت لهؤلاء الثلاثة ذيول تخرج من تحت ملابسهم .......!!
* * *
الآن نحن داخل الكهف .... دعني أصف لك ما أرى بالتفصيل وبلا مناقشة ...
الكهف تضيئه من الداخل أضواء حمراء و بيضاء لا تعرف أين هو مصدرها ؟ لكنها إضاءة قوية جداً .... وفي أخر الكهف هناك .... أعوذ بالله من الشيطان الرجيم
في أخر الكهف هناك شيء ما يجلس على الأرض مكبل بالسلاسل من كلا يديه , والسلاسل نفسها منقوش عليها نقش غريب , ربما كان مشابهها للنقش الذي بخارج الكهف ...
له خلقه مريعة تجبرك على عدم النظر إلية , حتى لا يدب الرعب إلى قلبك ..... فوصف شكله هو مهمة عسيرة ..... ولكنك ترى ضخامة جسده وطوله الذي يفوق بالتأكيد طول البشريين ، جلدة بالكامل يميل إلى اللون الأحمر ...
أما عن وجهه فهو وجهه طولي ... لا ليس طولي كالذي نعرفه , بل هو طولي بالكامل أي أن وجهه طويل جدا يصل إلى الأربعين سنتيمتر .... و الوجه نفسه مضغوط من الجانبين لدرجة غريبة ، له عينان مشقوقتان بالطول لا تتبين لونهما , ربما لأنك لن تطيق النظر فيهما ....
أما عن فمه فهو أغرب شيء بوجهه .... ففتحه فمه تصل إلى أذنيه من الجانبين .... فلو ابتسم يصل جانب فمه أذناه الذين يشبهون أذن الحصان ولكنهم أصغر قليلاً ..... ما هذا الذي على رأسه ؟ هناك شعر على رأسه ولكنه ليس طويلاً ... المشكلة ليست في الشعر ... بل أنة هناك في رأسه قرنان صغيران طول الواحد يقارب الثلاثة سنتيمترات...!!
وهذا الشيء مربوط بالسلاسل إلى جدار الكهف من كلا يديه في وضع النسر المحلق , ولكن ليديه حرية للحركة بعض الشيء وهذا هو ما يجعله يهز السلاسل و يحاول الخروج وقد بان على وجهه الغضب من تقييده بهذا الشكل
وأمامه كان هناك ما يشبه القصعة أو طبق للطعام , ولكنة مقلوب والطعام الذي لا نعرف ما كنهه مبعثر في جوانب الكهف .... كان في حالة هياج رهيبة يزأر ويعوي وكأنة ذئب ، ويحرك يديه في جميع الاتجاهات محاولاً فك القيود ....ولكن لا فائدة
وهنا دوت الفرقعة التي كنا سمعناها عندما كنا نتأمل المشهد من خارج الكهف قبل أن ندخل لداخلة لنصف المشهد من الداخل ...
وبعد انتهاء صوت الفرقعة دخل الكهف من فتحته الثلاثة رجال الذين لم نكن نرى ملامحهم من الخارج ... ولكن الإضاءة جيدة هنا , فيمكنني أن أحدد ملامحهم جيداً ... رباه ...!! إن هذا الشيء المكبل بالقيود لهو ملك جمال بالنسبة للقادمين ... ولكن أكثرهم رعباً هو الذي يخطو ويقودهم والاثنين الآخرين يتبعونه بهدوء .... إن هذا الرجل المطاع له خلقه مرعبة بكل المقاييس .... فهو أسوأ من المكبل بالسلاسل في الشكل مع اختلاف أن وجهه كان اسود لامعاً وبه قرون أيضاً في أعلى رأسه ...... وكان يمتلك ذيلاً يقف منصباً وكأن صاحبة متحفز لشيء ما ....
كان المشهد رهيباً بحق ، فبمجرد دخول الثلاثة رجال هدأ المكبل بالقيود , وظل ساكناً ينظر بعينية للقادم ...
أما الرجل المطاع والذي يقود الاثنين الذين يتبعانه فقد وقف في هدوء يرمق المكبل بالسلاسل بعينين ناريتين .... ظل الاثنين يرمقان بعضيهما لفترة طالت .. وكانت بداية الكلام للرجل الذي دخل الكهف منذ قليل
- << مرحباً أيها المارد ... ما رأيك في لقبك الجديد يا ( ابن ذاعات ) ، المارد .... سيكون هذا لقبك منذ الآن بعد أن خالفت الأعراف والقوانين ... >>
- << أنا لست مارداً ، لماذا تقيدونني بلا ذنب وتطلقون علي لقب مارد >>
- << بعد أن تمردت على قوانين قبائل الجن المسلمين ، وبحثت عن مجد شخصي لك بين البشر ، وتحكمت في الجيوش التي تحت يدك لتجعلها في خدمتك لأغراضك الشخصية ... لقد كتبت نهايتك بنفسك يا صاحبي >>
بان الغضب على المقيد بالسلاسل وهو يقول
- << أنا ( المخلبي بن ذاعات ) أبرع قائد من قواد ممالك الجن ، انتصرت لكم في الكثير من المعارك ضد الممالك الأخرى ، وصارت قبائل الجن تخشانا بفضلي .... وبعد هذا تحكمون علي بالسجن >>
ارتفع صوت الرجل الواقف بغضب وهو يقول
- << اسمعني ..... لقد كنت تتحكم في جيوش جراره من أفراد الجن لخدمة مصالح عشائرنا .... ولكنك استخدمتهم في أذية البشر وفي التحكم في مصائرهم ..... لقد أخرقت أحد أعرافنا كجن مسلمين لا نتصل بالبشر ولا نضرهم .... وأنت تعرف عقاب من يخالف ذلك ويحاول الأضرار بالبشر .... الموت >>
قالها وجلد وجهه يتكرمش ويذبل وعينية تبرز للخارج
- << لقد خدمت قبائلنا في حروب كثيرة , وانتصرت في جميعها بلا استثناء .... فهل هذا يكون مصيري >>
بدأ الشخص يتحرك ناحية المكبل بالسلاسل وهو يقول
<< تحير المجلس في أمرك .... بعد أن كنت خادمنا المطيع الذي نبجله ، أصبحت سفاحاً وخطراً مقيماً على البشر .... وكان يجب قتلك ككل المتمردين .... ولكنني اقترحت عليهم وفاء لخدماتك لنا , ولأنك كنت من أعظم قوادنا الحربيين .... أن تقيد في السلاسل إلى أن تموت .... وحكمنا على أفراد الجن التي ساعدتك في إيذاء البشر من داخل جيشك بالنفي في بقاع الأرض , والتشتت والتفرقة فلن يقدر أحدهم على معرفة مكانك ليحررك >>
وهنا قد وصل الرجل إلى المكبل بالسلاسل فانحنى قائلاً
<< لا تفكر بالهروب يا ( مخلبي ) .... فسأترك معك حارسان من أقوى أفراد عشائرنا ليقدما لك الطعام والشراب , ولحراستك أيضاً من أن تهرب ..... هذا غير أن جيوشك الخائنة التي ساعدتك في المذابح البشرية التي ارتكبتها لا تعرف مكانك , ولن تعرفه لأنهم مشتتين في الجبال والمحيطات بلا هدف >>
ثار المكبل بالقيود وهو يحاول التملص من السلاسل بلا فائدة وهو يطلق عواء من بين شفتيه _ إن كان يمتلك شفتين _ يصم الأذن .... ولكن كل محاولاته كانت فاشلة .....
ولكن لحظة ؟
ما دخل ذلك المشهد بقصتنا الآن ......!
يبدوا أنني بدأت أخرف في الأيام الأخيرة ....
فلنعد لقصتنا مرة أخرى ....
* * *
4 – كشك عم ( صبحي )
استقل ( يوسف ) المترو ليتجه أثناء عودته من الجامعة إلى سور الأزبكية , حيث أنة قد قرر أن يزور صاحب الكشك العجوز ليسأله عن مصدر المخطوطة .... فنزل إلى المحطة المنشودة ولكنة فشل في اختيار السلم الصحيح الذي سيقوده إلى سور الأزبكية ...!! حتى أنة تاه مرتين حتى وجد السلم أخيراً , فصعد حتى رأى المشهد الذي أحترمه ( يوسف ) كثيراً , مشهد الأكشاك المتراصة جنباً إلى جنب والمليئة بأصناف الكتب من شتى المجالات .... ذهب صديقنا في اتجاه الأكشاك وهو يبحث بعينية عن الكشك الذي أشترى منه المخطوطة
هل هو هذا ؟ لا ليس هو فالثاني كان أصغر من ذلك ... ولا هذا ولا هذا ...... وفجأة توقف ( يوسف ) عند مجموعة أكشاك متراصة , وقد بدأ يتذكر أشكالها ويتذكر أن الكشك المقصود في تلك النقطة بالذات ...... أخذ يتمشى حتى رأى المقعد الحديدي الطويل الذي كان أمام الكشك الصغير , والذي كان يريد صديقة أن يستريح علية في المرة السابقة
* * *
- << لقد تعبت من المشي هيا بنا نستريح على ذلك المقعد الحديدي >>
كانت تلك العبارة من صديق ( يوسف )
فأجابه ( يوسف )
- << كشك أو أثنين ونعود للمترو مرة أخرى >>
وهنا رأى ( يوسف ) رجل عجوز يجلس داخل كشك _ أمام المقعد الحديدي _ على الأرض فشدة المنظر ودخل إلى الكشك ...
* * *
تذكر ( يوسف ) ذلك المقعد فنظر أمامه ولكنه لم يجد الكشك بل وجد مكان خالي وبه شجرة تملأها الأغصان الخضراء ...!!
كاد أن يجن ..... فجرى ناحية الكشك المجاور لتلك البقعة الخالية ودخله ليجد فتى في سن المراهقة يمسك مجلة ويتصفحها
- << تحت أمرك يا باشا >>
- << إذا سمحت أين الكشك المجاور لكم ؟ >>
- << ماذا تقصد ؟ >>
- << في تلك البقعة الخالية التي بها شجرة كان هناك كشك صغير يجلس به رجل عجوز >>
نظر الفتى لعين ( يوسف ) حتى يتأكد أنه لا يمزح , ثم ضحك بسخرية وقال
- << لا يوجد كشك في مكان الشجرة .... لأنة ببساطة تلك الشجرة مزروعة من خمسة عشر عاماً ..... فلا يمكن أن نبني كشكاً عليها إلا بعد أن نخلعها من جذورها >>
- << مستحيل ...!! لقد هناك كشك صغير يجلس به عجوز ويبيع كتباً قديمة >>
هنا دخل الكشك رجلاً يلبس جلباباً , ويبدوا أنة في أواخر الثلاثينات ، فنظر إلى ( يوسف ) والفتى ثم ألقى السلام ..... فقال له الفتى
- << شوفت يابا ....! الأستاذ يسأل عن كشك يجلس فيه رجل عجوز .... والكشك مكان الشجرة التي بجانبنا ..!! >>
نظر الرجل إلى ( يوسف ) نظرة شك , يتأمله من أسفل إلى أعلى , ثم قال
- << أحكي لي يا بني ماذا تريد ؟ >>
- << لقد اشتريت منذ ثلاثة أيام مخط ... أقصد كتاباً من الكشك الذي بجانبك .... والذي أرى مكانة الآن شجرة مزروعة .....! هل أنا جننت لهذه الدرجة >>
- << ربما أخطأت المكان وتشابهت الأكشاك عندك >>
- << لقد كنت أحدد مكان الكشك عن طريق الكرسي الحديدي الذي أمامه فكيف أخطئ >>
- << صف لي صاحب الكشك ؟ >>
- << عينية اليسرى ممسوحة وكأن عليها سحابة .... عجوز بدرجة كبيرة ووجهه ملئ بالتجاعيد .... عينية الوحيدة التي يرى بها ضعيفة كما قال لي >>
يبدوا أن الرجل قد أضيقت عيناه وهو ينظر لـ ( يوسف ) بتمعن , حتى قال له ببطء
- << أعتقد أنك بذلك تصف عم ( صبحي ) , ولكن المشكلة أنك لن تجده في سور الأزبكية الآن .... >>
<< ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ >>
<< لن تجده في سور الأزبكية الآن لأنة في مقبرته ..... لقد توفي عم ( صبحي ) منذ ما يقارب السبعة عشر عاماً .... وكان يمتلك كشكاً بجانب هذا الكشك فعلاً ..... ولكن يبدوا أن أحدهم قد وصف لك المكان والشخص .... ماذا يحدث لك يا بني لماذا أنت مندهش هكذا ؟ .... اجلس يا بني فالإعياء يبدوا عليك بشدة , هل أنت من طرف أحد أقربائه أم ماذا ؟ >>
* * *
فلمح بعينية حجراً على أحد القبور مكتوب علية المتوفى إلى رحمة الله محمد السالمي اللحاد أدخلة الله فسيح جناته * فأندهش بن إسحاق كيف كان يكلمه محمد السالمي وهو من الأموات *
* * *
أنة في إحدى رحلاته داخل مصر .. قد دخل مدينة كل من بها أموات .. ورأى فيها العجب ... حتى أنة قال بأنة رأى شخص ميت يتحدث معه وجهاً لوجه ..
* * *
بالتأكيد لن نقدر على وصف شعور ( يوسف ) من داخلة , فقد كان في حالة من التشتت الفكري , لا يعرف ماذا يفعل .... هناك شجرة مكان الكشك ؟ ربما أخطأ المكان .. ولكن هذا الرجل عرف الوصف وقال أنة شخص ميت ... ميت ....!!! رباه ... لقد جننت
- << لا لست أحد أقرباءه .... ولكن يبدوا أنني أخطأت في وصف المكان ... أو وصف الرجل ....أو ربما كليهما , شكراً لكما >>
- << ولكنك قلت أنك اشتريت من صاحب الكشك شيئاً ؟ >>
- << لقد كنت أقصد رجل أخر بالتأكيد ....!! >>
غادر ( يوسف ) الكشك وهو يحس بالخواء العقلي , عقلة يأبى أن يفكر في شيء , كيف يفكر عقلة وهو لا يفهم شيئاً مما حدث ...... الكرسي الحديدي .... أوصاف الرجل ...... الشجرة الموجودة مكان الكشك ........ كل تلك تؤدي لنتيجة غريبة .... إما أن ( يوسف ) قد توهم كل شيء ... وإما أن الرجل الذي قابلة منذ قليل كاذب ....!
الاحتمال الأول يمكنه التأكد من خطأه , لأن صديقة كان معه ... ويمكنه أن يتأكد عندما يعود لمنزلة من وجود المخطوطة معه , الاحتمال الثاني يبدوا خاطئاً أيضاً .... لأن هناك شجرة لا يمكن أن توجد هنا قبل سنين عديدة ..... ويمكن أيضاً التأكد من صحة كلام الرجل ببعض الأسئلة البسيطة لأصحاب باقي الأكشاك بالسور ....!
تباً لهذا العقل , دائماً يحاول إثبات فروض أخرى غير الحقيقة التي توصل لها منذ زمن .... عقلة يحاول إثبات أي شيء أخر غير الحقيقة التي بدأت تتشكل في ذهنه .... يبدوا أن الحقائق التي تقابله قد ازدادت هذه الأيام .....
إنه منذ يومان قد حصل على مخطوطة نادرة .... وقد حصل عليها من .....
شخص ميت منذ سبعه عشر عاماً
يبدوا أنه قد أقترب كثيراً من مستشفى العباسية ...
* * *
كان أول ما فعلة ( يوسف ) عند وصولة لمنزلة أن يطمئن على وجود المخطوطة ... فهو برغم كل هذا قد شك لحظة في أنة يهلوس وأنة لم يشتري شيئاً ... ولكنة وجدها ..... لم وجدها , لقد كان يتمنى ألا يجدها .... فإذا لم يكن قد وجدها كان يمكنه أن يفسر الموضوع تفسيراً سهلا .... هو مجنون ويتخيل أشياء ليست لها وجود ...
ولكن المشكلة أنة متأكد من أنة لا يهلوس ...! إذن فبكل بساطة علية أن يتقبل فكرة أنة يمتلك مخطوطة من الهواء , لا يعرف كيف ولا من من اشتراها ....
فيلم رعب ... هذا فيلم رعب من تلك الأفلام التي تذخر بها السينما الأمريكية .... حينما يعرف البطل أن كل من حوله أموات ... حينها يهب كالمجنون يقتل كل أبطال الفيلم وينقذ حبيبته .... حبيبته .!!
طالما أنة يمثل دور البطل في هذا الفيلم إذن من ستكون الحبيبة التي سينقذها ....؟
- << حبيبة >>
كانت تلك من والدته وهي تنادي علية من غرفة الصالون .... اندهش للحظات , حتى أتاه صوت أمة وهي تكمل عبارتها
- << حبيبة زميلتك في الكلية عايزاك في التليفون >>
أه .... هذه هي البطلة التي علية أن ينقذها إذن ..... لم يمنع نفسه من الابتسام وهو يتجه إلى الصالون ....
- << الو >>
- << ازيك يا ( يوسف ) ؟؟ >>
- << الحمد لله .... عاملة إيه ؟ >>
- << الحمد لله .... لماذا لم تأتي إلى الكلية اليوم ؟ >>
- << كنت في كلية الآداب .... أنهي بعض الأشياء >>
ثم نظر ( يوسف ) خلفه ليطمئن إلى أن والدته قد رحلت , وعندما تأكد من عدم وجود أحد قال بصوت هامس
- << وحشتيني >>
ردت علية ( حبيبة ) بصوت هامس
- << وأنت كمان وحشتني .... ماذا كنت تفعل في كلية آداب ؟؟ >>
- << موضوع يطول شرحه .... سأشرح لك كل شيء عندما نتقابل غداً ... هل ستأتين ...؟ >>
- << سأحاول .... أبي يعرف جدول المحاضرات جيداً ... وغداً لا توجد محاضرات ... >>
- << حاولي بأي طريقة ..... كأن تقولي أنك ذاهبة لشراء مذكرات أو كتاب جديد لدكتور ... أي شيء >>
- << سأحاول ولكن لا أعدك .... لو نجحت سأرن لك من موبايلي قبل خروجي من المنزل بساعتين .... ( يوسف ) سأضطر لإغلاق الخط الآن قبل أن يصل بابا في أي لحظة >>
- << سأنتظرك غداً عند مكاننا ..... لا اله إلا الله >>
<< إن شاء الله ..... محمد رسول الله >>
أغلق ( يوسف ) السماعة , وجلس على أحد المقاعد التي بجانبه وهو يفكر , ذهنه صافي الآن ... لا توجد مشاكل من شاكلة مخطوطة بن إسحاق ولا الأشخاص الأموات الذين يعودون للحياة .... لقد نظفته هذه المكالمة من الداخل .... فهو يعشق ( حبيبة ) زميلته في الجامعة منذ أن رآها أول مرة ..... لقد جذبة أسمها عندما نطقته إحدى صديقاتها وهي تنادي عليها , فنظر لصاحبة الاسم ليرى إحدى ملكات الجمال .... كانت ترتدي الحجاب , ولكنة زادها جمالاً ... تخيل أنك تقف أمام شيء يتوهج بالنور الأبيض الصافي ... هذا هو وجه ( حبيبة ) ....
تخيل أنك تسمع صوت العصافير الرقيقة وهي تغني _ إن كانت تغني _ على الأشجار ... هذا هو صوت ( حبيبة ) .... عندما رآها أول مرة لم يمنع عينية من النظر لها ..... لم يمنع عينيه إلا عندما نظرت هي مصادفة لتلتقي عينه بعينيها .... التقت عيناهما لحظات حتى أدار ( يوسف ) وجهه خجلاً منها ....
ومن تلك اللحظة لم يكن ( يوسف ) يترك لحظة إلا ولو حاول اختلاس النظر لعينيها .... وهي كانت تلاحظ ذلك مندهشة .... فهي تعرف أن الشباب لا يخجلون من شيء .... ولو أراد أن يتعرف عليها لذهب إليها وتعرفا في لحظتها .... لكن أن يحاول أن ينظر فقط إلى عينيها , فهذا ما جعلها هي الأخرى تنظر له بين الحين والأخرى , حتى إذا التقت عيناهما ابتسما ابتسامه خفيفة وأدار كل منهم وجهه للناحية الأخرى ...
ظل الحال هكذا يومين حتى , لاحظ أحد أصدقاء ( يوسف ) إعجابه بها , فتعرف إلى صديقتها حتى يعرف ( يوسف ) بهم , وتم التعارف وأنتقل الموضوع ببطء من مرحلة الصداقة التي استمرت لشهر إلى مرحلة الحب ... في الحقيقة لم يكن ( يوسف ) يعرف كيف يعرف أنة يحب بحق ...؟
لكنة أراح نفسه من عناء التفكير واعتبر نفسه يحبها بحق ... وقد سمع الكثير من أصدقاءه وأقرباءه عن الحب الأول ..وكيف أنة يفشل دائماً بلا سبب , أما لو نجحت قصة أو قصتين من قصص الحب الأول فهذا هو الاستثناء الذي يؤكد القاعدة , بل ويذكر له أصدقاءه الأمثلة الكثيرة عن فلان الذي أحب فلانة ولكنة لم يتزوجها وتزوج علانة وأنجب ولداً وهو يعيش سعيداً الآن ....
كاد يموت من الغيظ وهو يسمع تلك الرواية من كل الناس باختلاف طرق روايتها , وكأنهم يقولون حكم ونبوءات وكأن السعادة في نظرهم أن تتزوج أي فتاه وتنجب ولداً وتأتي كل يوم المنزل وأنت تحمل كيلو ( موز ) وكيلو ( جوافة ) لتأكلوهم هانئين .... هذه هي السعادة في نظرهم .... سعادة خيالية لأن من داخلها ملل وتعود .... جيل ملول ينتج جيل ملول ...
فجأة توقع له الناس أن حكاية حبة الأولى ستفشل مائه في المائه ... لأنها قاعدة معروفة ..... يبدوا أنهم لم يسمعوا عن ما يسمى القدر , ومشيئة الله عز وجل , أو عن النصيب .....
وبرغم كل الحكايات التي ملئوا بها أذنه ... استمر حبه لـ ( حبيبة ) لثلاث سنوات ... إذن ما المشكلة ..... إن الأغبياء ليسـ ....
ما هذا الذي يسمعه ...؟
إنه آذان المغرب يتردد من المسجد القريب ..
قام ليتوضأ حتى يلحق صلاه المغرب بالمسجد ...... أتم وضوءه ثم خرج من المنزل وهو يدعوا متجهاً للمسجد ....
* * *
انتهى الجزء الثالث وإلى اللقاء في الجزء القادم الذي :
سيتعرف فية يوسف على شخصية تعلمة مباديء كثيرة عن عوالم الجن وستغير تفكيرة ...
سنتعرف على الرجل الذي سيبحث عن أصل المخطوطة ...
سنرى بعض الرعب وبعض الدلائل وبعض اسماء ملوك الجن التي تفتح بوابات العوالم السفلية
__________________
سبحان الله و بحمده سبحان الله العظيم
استغفر الله العظيم و اتوب اليه .. <3
|