عرض مشاركة واحدة
قديم 29-10-2010, 06:26 PM   #3
ماروكو
عضو برونزي
 
الصورة الرمزية ماروكو







رد: مخطوطة ابن اسحاق(مدينة الموتى)..قصة رعب نياهههاهاهاها



صوت أذان الظهر يتردد من المسجد القريب , ويتخلل اذن ( يوسف ) ليجعل النوم يطير من رأسه رويداً رويداً , ليستيقظ ولكنة يحاول العودة للنوم فلا يقدر , يتقلب على الجانب الأخر ليحاول الرجوع مرة ثانية للنوم اللذيذ .. ولكن كل محاولاته باءت بالفشل .. فالنوم هو ضيف يأتي وقتما يشاء ويرحل وقتما يشاء ....
بدأ ( يوسف ) يفتح عينية وهو مازال نائماً على ظهره يحاول أن يتقبل حقيقة أنة يوم أخر ليعيشه ... ينزل من على الفراش ليذهب إلى الحمام كما هي عادته اليومية .. حيث أنة يظل في الحمام قرابة النصف ساعة ليخرج شخصاً أخر وقد أصبح منتعشاً ومبتسماً للحياة ... لا يعرف أحد ماذا يحدث في الحمام .. ولا يهتم أحد بأن يعرف إن كان يحضر القنبلة الذرية حتى داخل الحمام .... الذي يعرفه أهلة أنة لن ينهي حمامة قبل أن يتوضأ .... يخرج ( يوسف ) ليصلي صلاة الظهر في غرفة نومه , ويبدأ رحلة البحث في ثلاجة المنزل عن أي شيء يؤكل , حتى تقع يديه على أي شيء تتخيله ليضعه في فمه , فهو لا يدقق على نوعية الطعام ولكنها عادة منذ صغره , أن يضع أي شيء في فمه بعد استيقاظه مباشره
ذهب بخطوات بطيئة ناحية جهاز ( الكومبيوتر ) الذي يضعه في صالون منزلة ليفتحه , ثم يبدأ في ممارسة حياته الرتيبة المملة .... وكأنه قد فقد الذاكرة ثم استعادها مرة أخرى اتسعت عيناه وقد تذكر فجاءه أخر شيء فعلة البارحة قبل أن يخلد إلى النوم ...
لقد كان يقرأ في تلك الوريقات ... لقد تذكر كل شيء الآن ... وهنا قام إلى غرفته ليحضر الورق وعاد إلى الكومبيوتر وفعل أول شيء خطر إلى ذهنه ...
لقد قال في باله " لما لا أبحث على شبكة الانترنت عن أي معلومات تخص تلك الحكاية التي قرأها أمس " .... ففتح أحد مواقع البحث الشهيرة , وجال بخاطرة ماذا يكتب في مربع البحث ...؟
كتب في المربع ( ابن إسحاق ) وبدأ البحث .. ليرى أن جميع المواقع التي ظهرت في البحث كانت تخص ( ابن إسحاق ) الذي كتب كتاب ( سيرة ابن إسحاق ) الذي يتحدث عن حياة ( النبي ) صلى الله علية وسلم ..... فما كان منه إلا أن أعاد البحث , ولكن كتب في خانة البحث هذه المرة ( أحمد بن إسحاق البغدادي ) .. وظهرت النتائج له ...
أول ثلاثة مواقع في البحث كانت تتحدث عن أسماء رجال كانت تدخل في أسماءهم اسم ( إسحاق ) أو ( البغدادي ) ، أما الموقع الرابع فعند دخوله وجده منتدى مغمور , كتب فيه موضوع عنوانه :
( أساطير العرب ومقارنتها مع الواقع )
أما الموضوع نفسه فقد تحدث عن أساطير من حياة العرب في البادية , وعلاقتهم بالجن .. ولكن في احد أجزاءه كتب الأتي :
(( وننتقل الآن إلى أسطورة لم تنل الشهرة ولا الصيت الذي نالته باقي أساطير العرب ، فنحن نتكلم عن شخصية تدعى " أحمد بن إسحاق البغدادي " والذي قيل عنة أنة رحالة يجوب البلاد شرقها وغربها لا يكل ولا يمل ، ولكن كتب في مراجع متفرقة أنة كان له حكايات كثيرة تتعلق بالسحر والسحرة , وأشهرها حكايته مع تلك المدينة التي كتب عنها في كتابه ( كنز الرحلة ) وسماها ( مدينه الموتى ) , وحكى عنها أنها مدينة خالية , لا بشر فيها ولا حياه وأنة وجدها في طريقة من قرية مصريه قديمة إلى القاهرة في مصر , فظهرت فجأة وأنها اختفت بطريقة غريبة ، حتى كان من الوالي إلا أن أحرق كتابة ( كنز الرحلة ) وكتابة ( غواص اللؤلؤ ) , ويقال أنة اختفى بعدها , ولم تصلنا من أخباره شيئاً إلا حكاية تلك المدينة التي قابلها في طريقة ، والحقيقة أن هناك أساطير كثيرة نسجت حول هذا الرجل منها الحقيقي ومنها المريب والذي يصعب التفرقة بينهم .
وفي منتدى أخر كتب موضوع بعنوان :-
( الرحالة أحمد بن إسحاق البغدادي )
ولد في ممباسا وعاش الكثير من عمرة في بغداد ولذلك لقب بالبغدادي , درس الفلك والطب ولكن لم يكن له نبوغ خاص في الأخيرة , حيث أنصبت جل شهرته على الفلك ، وقد ألف هذا الرحالة كتابان أحدهما هو ( غواص اللؤلؤ ) وكان يختص بالفلك والكواكب , والأخر ( كنز الرحلة ) وكان يختص برحلاته العجيبة في البلاد التي زارها ، ولم يصلنا من كتابية سوى شذرات بسيطة .. وبعض المخطوطات التي فقد أكثرها وذلك بسبب حرق كتبه واتهامه بالاشتغال بالسحر , ثم اختفاءه في نهاية حياته والذي أثار جدلاً حول شخصيته . )
كان عقل ( يوسف ) في تلك اللحظة يعمل بسرعة كبيرة , غير مصدق المعلومات التي أمامه .. حتى خرج من الصفحة التي كان يتصفحها إلى صفحة أخرى كتب بها عنوان عريض :-
" مخطوطة الشيخ أحمد بن إسحاق البغدادي "
_ ( دار الجدل حول حكاية تروى وتنسب إلى الرحالة العربي الشيخ ( أحمد بن إسحاق ) , أنة في إحدى رحلاته داخل مصر .. قد دخل مدينة كل من بها أموات .. ورأى فيها العجب ... حتى أنة قال بأنة رأى شخص ميت يتحدث معه وجهاً لوجه ..
فقد كان بن إسحاق مولع بالغرائب والعجائب , حيث كانت له العديد من الرحلات العجيبة التي شاهد فيها الكثير من الأشياء التي تصدم العقل , حتى أن الناس اعتقدوا بكفرة وحرقوا كل نسخ كتبة واتهموه بالاشتغال بالسحر ، وقد قيل بأن هناك نص من إحدى رحلاته نقلة عنة أحد تلاميذه والذي يدعى ( عبد الرحمن بن إبراهيم بن إسماعيل ) .. حيث تحدث في بضعة ورقات عن رحلته إلى مصر وأنة دخل إلى بلدة هاجمها وباء فقتل كل من بها ولم يبقى شخص حي في البلدة .... وأن هذا الوباء جاء عن طريق السحر , وأن بن إسحاق قد علم الطريقة التي تم جلب الوباء بها حيث أعطاه إياه ميت من البلدة قابلة ، والمشكلة هنا هي ضياع هذه المخطوطة نهائياً ولم تصلنا منها إلا روايات من الأشخاص الذين رأوها منذ القدم ، ويقول فريق من العلماء بأن هذه المخطوطة ليست موجودة وأنها حكاية أسطورية تداولها الأشخاص عبر التاريخ حتى اعتقد الكثيرين صحتها .... أما الفريق الثاني من العلماء فيقول بوجودها ولكن لم يحددوا مكانها أو معالمها , ولكنهم يستندون في أدلتهم إلى إيراد كلام يتحدث عن المخطوطة في أكثر من كتاب وأكثر من مجلد ، وبرغم الجدال القائم على هذا الرجل إلا أننا نقول بأنة كان أحد الرحالة الذين كتبوا المقارنات بين طرق المعيشة في البلدان ومحاولة مقارنتها بواقعنا العربي . )
وهنا انتصب الشعر في مؤخرة رأس ( يوسف ) ... لو كان المكتوب عن ذلك الورق الذي يمتلكه حقيقي فذلك يعني أنة الوحيد الذي يمتلك نص تلك المخطوطة
مخطوطة بن إسحاق

* * *


أخذ ( يوسف ) يتحسس الأوراق وهو ينظر لها بتمعن والأفكار تتصارع في رأسه بلا انتظام .....
- << لو كانت تلك المعلومات صحيحة فأنا أمتلك نص المخطوطة الأصلية >>
وهنا وضع ( يوسف ) يده يتحسس الورق من جديد ويمرر يده عليه .... لقد شعر منذ الوهلة الأولى بأن ملمس ذلك الورق غير مريح منذ أن اشتراه ، كان طول الورق يتجاوز طول الورق المستخدم في الطباعة أو الكتابة .... هذا غير أن الحروف بعضها ممسوح وبعضها ممتزج بعضة البعض .. مما ينبيء أن الحبر المكتوب به الكلمات قد تأثر وطار بعضة وأمتزج بعضة ليؤدى لاختفاء وعدم وضوح بعض الكلمات والعبارات من داخل الورق .... ثم ماذا عن ذلك الخيط الذي يربط تلك الوريقات من الجانب ...؟؟ تلك الطريقة التي لا تمت للطباعة الحديثة بصلة من قريب أو بعيد .
لقد ارتفعت ضحكة ( يوسف ) وهو يسخر من نفسه ....!! كيف لم يلاحظ ذلك ؟ إن الكتابة على تلك الوريقات كتابة يدوية , وذلك للاختلاف الطبيعي بين الكلمات وكبر بعضها وصغر بعضها ...... رائحة الورق ...... ملمسه الخشن السميك .....!!
وكأنة لا يريد تصديق النتيجة التي توصل لها عقلة ويحاول أن يتملص منها بأي حجة يجدها كي يبعدها عنه ... ولكنه لا يجد مفر من أن يعيد تلك النتيجة لعقلة مرة أخرى ..... هو للأسف لا يمتلك نص المخطوطة الأصلية المفقودة ...... ولكنة يمتلك المخطوطة الأصلية ذاتها .....!!!


* * *







2 - الأصدقاء القدامى


يا له من صباح ..... هواء وأمطار وإحساس عام بالبلل ينتشر بين الطلاب ، طلاب ماذا ...؟ أه نسيت أن أخبرك أننا الآن في جامعة ( ....... ) _ التي لا أستطيع أن اكتب اسمها كي لا يقاضوني _ إحدى أشهر الجامعات بمصر ولا تقل لي لما هي شهيرة .. فتلك أسباب يعرفها طلابها , وإن كنت أشك في أن طلابها يعرفون أكثر مما يعرف بائع كبده عن العولمة ....
ترى الشباب يقفون في جماعات ويتحدثون طوال النهار عن أشياء هم أنفسهم يعلمون أنها بلا فائدة ... فربما تجدهم يتحدثون عن أخر موضة شبابية لهذا العام بكل اهتمام ... وربما وجدتهم يتحدثون بنفس الاهتمام عن أزمة دخول الجيش البلقاني في كوستاريكا .....!! ولكنهم في كلا الحالات يجدون لأنفسهم متنفس من حياتهم في الجامعة , حيث أن الجامعة ليست مكان للعلم .. فقط بل هي مقهى ومطعم وناد اجتماعي إن جاز لي التعبير ولم تحذف الرقابة كلامي من الأساس .....
ولكن ما فائدة التحدث عن الجامعة في تلك القصة طالما أنها قصة وليست كتاباً في علم الاجتماع ....؟
يبدوا والله أعلم أن بطل القصة له صلة بالجامعة .... ليست صلة قرابة بالطبع ولكني أقصد أنة يتردد عليها ..... لا نعرف بالتحديد أهو يتردد عليها للعلم أم للترفيه ...؟ ولكنة للحق يتردد عليها ....
كان ( يوسف ) طالب في السنة الثالثة بكلية الحقوق .... ولكننا الآن نراه سائراً بجانب تلك المباني التي تميز كلية الآداب بجامعته , وهو ينظر بعينيه وكأنه يبحث عن شخص معين وسط جموع الشباب
- << منور آداب وضواحيها يا عم ( يوسف ) ... والله واحشني >>
كانت تلك العبارة على لسان أحد الشباب الذين يرتكنون على إحدى الممرات
- << غير معقول ...! ( ممدوح ) عامل إيه ؟ وما أخبار ( لبيب ) و ( عادل ) ؟ >>
كان الاثنان قد تقابلوا في منتصف الطريق , فوقفا يتحادثان وهما يبتسمان لبعضهما ابتسامه مجاملة .. وقد تصافحت أيديهم
- << الحمد لله ... والله مشتاقين لمقابلتك >>
- << هل رأيت أحد من شلة ( حامد ) ؟؟؟ >>
- << عادتهم أن يقفوا تحت مبنى الكلية الذي يتم تجديده ... لكنك الآن ستجدهم يقفون بجوار الكافيتريا >>
- << إذن سأضطر لذهاب لهم الآن ... شكرا يا ( ممدوح ) أقابلك عند عودتي من الكافيتريا إن شاء الله .. >>
كانت هناك خواطر مضحكة تراود ( يوسف ) وهو يسير متجهاً لأصدقاءه .. فكانت كل تلك الخواطر تنصب على مستقبلهم جميعاً ...!!
يا ترى عندما يتخرج أحدهم من كلية الآداب ماذا سيكون عملة ؟ ربما عرف طلاب الحقوق أو طالب التجارة نهايتهم , ولكن ماذا يتوقع طالب الآداب بعد تخرجه ...! تخيل أن أحد أصدقاءه قد تخرج من كلية الآداب وذهب ليتقدم لعمل .. فسأله صاحب العمل عن خبرته ومؤهلة ؟ فتكون إجابة صاحبة
- << آداب قسم تاريخ >>
ضحك في قراره نفسه من ذلك الشهد الذي بالتأكيد ستكون نهايته معروفة لأي طفل .... فلن يقبل صاحب العمل شاب بلا خبرة في أي مجال سوى التاريخ في شركته .... إلا لو كان يريد مدرساً لأطفاله ... فهذا شيء أخر ....
كانت الكافيتريا قد لاحت لعينية فظل ينظر يميناً ويساراً , حتى وجد ضالته في سبعة طلاب يتحدثون بصوت عالي .. وأحدهم يلوح بيديه يميناً ويساراً يبدوا أنة يشرح شيئاً يعتقد أنة مهماً ، اقترب منهم ( يوسف ) وهو يبتسم ابتسامة خفيفة وهو يتذكر أيامهم منذ زمن .....
نعم ... ففي وسط هؤلاء الطلاب كان هناك خمسة أشخاص يعرفهم منذ المرحلة الإعدادية ...... ثم انتقلوا للثانوية ..... وهكذا صارت بينهم رابطة صداقة لا تمحى بالرغم من المشاكل والخلافات التي كانت تحدث بينهم , إلا أنهم دائماً ما يرجعون إلى بعضهم مرة أخرى ...
أخذ يقترب منهم وهم لا يلاحظونه .. حتى صار على بعد خطوة واحدة وقف بعدها يتأملهم باسماً ، كان أحد أصدقاءه قد لمحة فنبه باقي الأفراد ليذهبوا هم ناحيته
<< السيد ( يوسف ) عندنا يا هلا يا هلا >>
<< تحية كبيرة لسيادة المستشار ( يوسف عبد الغفار ) أكبر مستشارين حي الأزاريطة >>
وبدأ التهليل والترحيب من هذا النوع ثم بدأت الأحضان _ للشباب بالطبع _ والمصافحات التي وصلت إلى الضرب على كتف ( يوسف ) الذي كاد أن ينخلع .... بالطبع نسيت أعرفكم بالأصدقاء الخمسة الذين يفضلهم ( يوسف )
- أولهم هو ( محمود إسماعيل ) طالب بكلية الآداب قسم التاريخ ....أبيض البشرة يظهر له شارب وذقن خفيفين فلا تعرف هل هو نسي حلاقتهم أم هو ينوي تربيتهم .... وبرغم ذلك هما تعطيانه مظهر الشاب الوقور راهب العلم الذي لا يهتم بالمظاهر , ولكنة بالطبع عكس ذلك ، جسده يميل للنحول فتارة تعتقد أنه يعاني من نحول شديد وتارة تعتقد أن جسده ليس نحيلا بل هو متناسق ..... ملامحه هادئة تظهر عليها المودة والطيبة , أو كما يقولون في الأمثال الشعبية ( ابن ناس ) ....
- ثانيهم يدعى ( مصطفى أسامة ) طالب بقسم التاريخ ... أما عن مواصفاته فمن الصعب وصفة ..... ليس به شيء مميز يمكنك منه وصفة ، فأنت ترى ملامحه في الكثير من الأماكن ... في الحافلة ... في الشارع .... في المرآة ..... ولكن دعني أحاول وصفة .....
شعر عادي لا يمكنك تحديد إن كان ناعماً أم خشناً .... لون بشرة قمحي ..... طول متوسط ..... في بعض الأحيان تراه يرتدي عوينات للنظر وأحيان أخرى لا يرتديها ..... بشكل عام وجهه مقبول لأي شخص
- ثالثهم ( أحمد محمد عبد الحميد ) طالب بالسنة الثالثة في كلية تجارة , ولكنك تقسم عندما تتعرف علية أنة لا يمت لكلية تجارة بصلة .... فهو طوال السنة يتردد على الكليات والجامعات الأخرى بهدف السياحة والترفيه ، والأدهى أنك لا تعرف كيف ينجح في كل عام بتقدير ( جيد ) .... فإما هو عبقري وإما أن كلية التجارة أصبحت أسهل من المرحلة الابتدائية .... وهو ما يجعلني أقبل بالاحتمال الأول بصدر رحب , فربما يكون عبقري ولكن لن تكون كلية التجارة سهله أبداً .... فهذا درب من الخيال العلمي السخيف ، المهم دعني أصف لك شكله ....
أبيض البشرة هو , ممن يطلق عليهم اسم وسيماً عندما تراه الفتيات ، ويطلق علية اسم ( الفرفور ) _ وأسف لهذا التعبير _ عندما يراه الشباب وهو يحادث الفتيات .... ولكنة والشهادة لله لم يستغل ذلك بأي حال , فهو محافظ نوعاً في تعامله مع الفتيات ولم يقم بأي علاقات عابرة مع أي فتاه قابلها , على عكس أصدقاءه ...... يرتدي عوينات للنظر ولكن عدساتها غامقة اللون .. لكي لا يظهر للكثيرين أنها للنظر فقط ، ولكنها تعطي لوجهه المزيد من الوسامة بجانب وسامته السابقة .... طويل القامة بطريقة تشعرك بالقصر بجانبه أو إن أردت رأيي تشعرك بالإحراج ....
- رابعهم شخصية يطلقون علية ( حامد رزق ) , ولكن يبدوا أن هذا الاسم هو للتدليل ... فإنهم يطلقون علية لفظة هي دلالة على شخصيته ... ( المهييس ) _ إن جاز لي إطلاق الاسم _ وتلك الكلمة هي دلاله لفظية بين الشباب على الشخص كثير الضحك والكلام الغريب ..... طالب بقسم اللغة العربية ، أصدقاءه دائماً يندهشون كيف يكون هذا الشخص في قسم اللغة العربية .. وهو يمتلك قاموساً من الكلمات التي ليس لها معنى يرددها كأنها درر في اللغة العربية ..... هذا غير قاموس الشتائم الذي اشتهر به من قبل أن يدخل قسم اللغة العربية .... لدرجة أن أصدقاءه توقعوا أن يكون لهذا الشخص الفضل الأول في إفساد طلاب قسم اللغة العربية وجعلهم ينسون كل ما يعرفونه عن اللغة .. ويعلمهم لغته الجديدة التي سيكون لها الفضل في الأيام القادمة في تطور التاريخ ....
أما عن مواصفاته الجسدية فهي سهلة جداً ..... طوله يقترب من القصر ...... شعر ناعم ....... لون بشرته قمحي
أعرف أن المواصفات السابقة هي مواصفات عائمة لا يمكن منها تحديد شخص معين ...... ولكنك إن أردت أن تميزه وسط أصدقاءه ...!
ابحث عن شخص يقف وهو يرسم على وجهه علامات اللامبالاة وربما يلوك علكة ..... فهو يعتقد دائماً أنة بهذا المظهر يكتسب احترام الجميع , وإن كان هو يريد أن يخفي قصره أمام الشباب الآخرين بمحاولته للظهور بمظهر الولد ( الفانكي ) الذي جاب الدنيا شرقها وغربها ..
- خامس صديق ل( يوسف ) هو ( إسلام جمال ) .. طالب بقسم .....!! الحقيقة لا يعلم الكثيرين أي الأقسام في كلية آداب هو ...؟ لأنك تراه يحضر محاضرات في قسم الجغرافيا .... أو الفلسفة أو التاريخ أو علم النفس أو أي قسم تتخيله ...... لقد رأيته بالتأكيد ......ماذا ؟ لم تراه ......!! كيف لا تعرفه ...؟ إن ( إسلام ) معروف لكلية آداب بالكامل ..... هل تريد أن تنهي ورقة في شئون الطلاب ولا تستطيع ...؟ ( إسلام ) ينهيها لك في دقائق بلا مقابل ..... هل تريد أن تحول أوراقك من قسم لقسم ؟
( إسلام ) يقوم بجميع الأشياء بلا مقابل ، فإسلام منذ دخوله لكلية الآداب وهو يقوم بعلاقات بجميع الأشخاص الذين يمكن أن تتخيلهم .... مع الأسر الطلابية .... مع الموظفين الإداريين .... مع طلاب جميع الأقسام ... باختصار شديد لو كان اختيار عميد الكلية بترشيح الطلاب وليس بالكفاءة العلمية فبالتأكيد سيكون ( إسلام ) هو العميد الجديد ..... ولكن يبدوا والله أعلم أن ( إسلام ) منتسب لقسم اللغات الشرقية ... لأنة شوهد في أيام الامتحانات يمتحن مع نفس طلاب هذا القسم
أما عن الشكل هو طويل القامة ..... يذكرك جسده بمظهر لاعب كمال أجسام بالرغم من عدم ممارسته لتلك الرياضة ..... أبيض البشرة .... عيون عسلية .... صوت أجش .
أما الشخصان الباقيان الواقفان مع أصدقائنا الخمسة فهم ( رانيا ) و ( رباب ) والحقيقة لا أعلم إلى أي قسم ينتسبون .....
تم التعارف بين ( يوسف ) والفتاتان بسرعة وظل الجميع يضحك ويذكر النكات السخيفة التي يضحكون عليها مجاملة لقائل النكتة .... حتى استأذنت الفتاتان في الصعود لحضور إحدى المحاضرات ....
وهنا نظر ( يوسف ) لأصدقاءه وقال
- << أريدكم أن تشاركوني موضوع يحيرني منذ ثلاثة أيام ولم أعرف له حل >>
فرد ( إسلام ) قائلاً بسخرية ضاحكة
- << حب جديد ؟>>
فرد ( حامد ) سريعاً بغضب وهو يزجر ( إسلام )
- << ليس هذا وقت مزاح ..... >>
ثم نظر إلى ( يوسف ) وقال
- << هل تخلت عنك حبيبتك بعد أن وعدتك بالجواز >>
فقال ( محمود )
- << وربما كانت الخطيئة وتركتك وأنت حامل >>
فرد ( يوسف ) غاضباً
- << احترم نفسك أنت وهو >>
فرد عليهم ( مصطفى ) وهو يضحك
- << اهدأ يا ( يوسف ) إن ما كانش علشان خاطرك يبقى علشان خاطر اللي في بطنك >>
يبدوا أن ( يوسف ) كان قد بدأ في شد شعرة حتى صار كالمجانين وسط أصدقاءه .... حتى أنة قد اتجه لينصرف لولا أنهم منعوه وهم يضحكون معه ....
أخذوه حتى جلسوا جميعاً على الحشائش التي تفصل بين الممرات التي تفصل كلية آداب .
- << اهدأ يا أخي ..... ألا تحب المزاح ...!! >>
- << جئت لكم اليوم لغرض هام , فكيف تطلب مني الهدوء بعد أن بدأتم بالاستهزاء بي >>
ضحك ( إسلام ) قائلاً
- << إذن فلتتكلم .. ولتسامحنا على مزاجنا إن ضايقك ... فأنا أعرف أنك عصبي هذه الأيام , ولكن لا تنزعج فإن الحمل في أوله صعب دائماً...>>
ضحك الجميع بما فيهم ( يوسف ) ..... ثم بدأ يتكلم في جدية
- << لقد عثرت على مخطوطة نادرة جداً >>
- << ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ >>
- << يعني إيه مخطوطة .!! >>
كانت تلك العبارة السابقة من ( محمود )
- << وكل تلك السنوات وأنا أعتقد أنك طالب بقسم التاريخ .... لكنك وبعد تلك السنوات لا تعرف معنى كلمة مخطوطة .... يبدوا أن قسم التاريخ غير نشاطه إلى التدبير المنزلي ....!! >>
- << وضح أكثر يا ( يوسف ) >>
وهنا بدأ ( يوسف ) يشرح الموضوع , منذ أن اشترى المخطوطة من سور الأزبكيه إلى أن بحث على شبكة الانترنت عن معلومات عن ( بن إسحاق ) .... بالطبع في وسط المحادثة ذهبوا جميعاً ليحضروا الإفطار .....
وبعد أن انتهى من سرد قصته , نظر لهم ليرى تأثير قصته عليهم .... وكان التأثير واضحاً على وجوههم
( محمود ) و ( حامد ) ظهر عليهم عدم التصديق حتى أنك لترى كلمة ( أنت كاذب ) ستقفز من عينيهم .... أما الباقي فقد ظهر على وجوههم علامات التفكير .. وكأنهم في منزلة بين الإيمان وعدم الإيمان بقصته ، فما كان من ( يوسف ) إلا أن قال
- << أريد معرفة رأيكم أكثر عن هذا الموضوع ..؟ فربما كنت أمتلك مخطوطة أصلية وربما كنت أمتلك وهماً .... لكن الموضوع يستحق التعب ، فما هو رأيكم ؟ >>
هنا تكلم ( حامد ) _ المهييس _
- << الموضوع غريب يا ( يوسف ) ..!! لدرجة أنني اعتقدت في أول حديثك أنك تدبر مقلباً لنا وستفاجئنا في النهاية بعبارة على غرار " عليك واحد " أو " شربتم المقلب " ... ولكنك تتكلم في الموضوع بجدية مما ينفي تهمة المقلب ...!! >>
- << صدقني الموضوع حقيقي مائه بالمائه ..... لدرجة أنني جلست اليومين السابقين أفكر في الموضوع , وأجمع المعلومات عنة عن طريق شبكة الانترنت حتى بدأ رأسي يجن ....>>
- << لكن الانترنت به الكثير من المعلومات الخادعة , لأن الذين يكتبون المعلومات في الغالب قد نقلوها من مواقع أخرى أو منتديات أخرى ، لكن قليلاً ما تجد باحث حقيقي يكتب معلومات على الانترنت >>
فرد ( يوسف ) قائلاً
- << عندما يذكر الأشخاص مصادرهم للمعلومات على المنتديات فذلك يعني أن المعلومات صحيحة أو على أقصى تقدير تكون بعض المعلومات صحيحة >>
كان هناك صمت يسرى بين أصدقاء ( يوسف ) احتراماً له , برغم عدم تصديق بعضهم للموضوع ، ولكن هذا الأخير أكمل كلامه قائلاً
- << لقد أتيت لكم لتساعدوني , وخصوصاً ( محمود ) و ( مصطفى ) لأنكم تدرسون في كلية الآداب قسم التاريخ >>
ظهرت ابتسامة ساخرة على وجهه ( مصطفى ) .. بينما قال ( محمود )
- << أتخيل مظهري وأنا أتقدم لأحد أساتذة قسمنا الذين شاب شعرهم من الخبرة , لأقول له أن صديقي وجد مخطوطة على أحد الأرصفة تباع بعشرة جنيهات .......
- << سور الأزبكية من فضلك فلا يوجد رصيف في الموضوع >>
- << سور الأزبكية .....!! لا عليك .. سور الأزبكية ، ولكن صدقني الدكتور سيعتقد أنني أقلل من شأنه أو أنني أستخف بعقلة .... وسيكون عقاب الدكتور جاهزاً ..... الحكم علي بأن أظل طالباً لبضعة سنين أخرى حتى يتوفى الله هذا الدكتور ..... لا يمكن ذلك يا ( يوسف ) >>
وقبل أن يرد ( يوسف ) قال ( مصطفى ) :
- << انتظر يا ( محمود ) فهناك حل .... سنقوم بسؤال أحد الأساتذة في قسمنا بطريقة غير مباشرة وكأننا وجدنا معلومة عن الموضوع في إحدى منتديات الانترنت ..... ولكن المشكلة ليست في تلك النقطة >>
- << أين المشكلة إذن >>
- << المشكلة تكمن في أنك تسير وحيداً تبحث عن حقيقة هذه المخطوطة ، وبالطبع سيكون سيرك بطيئاً وعقيماً إن أردت الدقة .... ولكن لو سلمت تلك المخطوطة لجهة عليا أو أحد الباحثين , سيمكنه أن يبحثها في وقت أقل من الوقت الذي ستستغرقه بالتأكيد ..... بل سيمكنه أن يحدد هل تلك المخطوطة حقيقية أم مزيفة أم طباعة عادية >>
- << وهل تعتقد أنني لم أفكر في ذلك الموضوع من قبل ...؟ >>
- << إذن لماذا لا تنفذه , طالما هو حل عبقري بهذا الشكل ..!! >>
- << لقد قلت في نفسي لو أنني سلمت المخطوطة لأحد الباحثين , وحللها ودرسها ووجدها أصلية فإنه سوف يتنكر مني .. وسيعلن للجميع أنه هو الذي وجدها وينسب لنفسه كل الفضل والشهرة ..... أما لو قدمتها وكانت مزيفة فسيكون مصيري الاستهزاء والسخرية .. وأنا لا أريد تلك ولا تلك ، لن أقدمها إلا قبل أن أتأكد أولاً من صحتها .... فيمكنني في تلك الحالة أن أعلنها للجميع ... >>
فقال ( حامد ) _ المهييس _
- << ربما كنت صادقاً في جزء من كلامك , ولكن برغم كل شيء فإنك ستظل كثيراً حتى تجد حقيقة تلك المخطوطة >>
وفجأة برقت عين ( أحمد ) _ طالب التجارة لكي لا تنسوا _ وقد انتفض فجأة وهو يقول
- << انتظروا ..... لقد وجدت خيطاً في كون المخطوطة مزيفة أو حقيقية >>
- << اشرح ولا تفزعنا هكذا كل مرة >>
- << ( يوسف ) يقول أنة قد اشترى المخطوطة من سور الأزبكية , بالتحديد من أحد الأكشاك ...>>
- << استنتاج لم أصل له فعلاً ... فعلا اشتريتها من أحد الأكشاك .. >>
- << دعني أكمل ولا تسخر مني ... إذن لماذا لا يعود ( يوسف ) لصاحب الكشك ليستفسر منه عن كيف أتى ذلك الورق إلية .... فربما كان الرجل قد توارثها من أباءة ، وربما الرجل اشتراها من مكان معين .... في كلا الحالات ستمسك بأي طرف خيط يقودك للحقيقة >>
هنا قفز ( يوسف ) على ( أحمد ) وهو يحتضنه ويحاول أن يقبله بمرح
- << عبقري ..... عبقري ... إن كلية الألسن قد استفادت كثيرا بكونك طالب هناك >>
- << يع ... أولا ابعد عني علشان الجراثيم .... ثانيا أنا في كلية تجارة وليست الألسن >>
كان المرح قد أنقلب وبدأ الجميع بالهرج والمرج
والضرب .... فكأنهم قد استراحوا بوجود لحظات مرح بين الكلمات الثقيلة التي كانوا يقولونها منذ قليل .... وبعد أن انتهوا من لحظات المرح التي سادتهم , قال ( يوسف )
- << اعتقد أن ( مصطفى ) و ( محمود ) قد عرفوا ما عليهم أن يفعلوه .... سيسألون أحد الأساتذة الكبار في قسمهم عن ( بن إسحاق ) ، ثم يسألونهم عن المخطوطة وما تحتويه وما هي احتمالات العثور عليها ؟ أما أنا فسأذهب لسور الأزبكية لسؤال البائع على تلك المخطوطة ؟؟ ومن أعطاها له ؟ وليتصل بي من يجد منكم أي شيء ..... >>
وافقه الجميع بإيماءة منهم ..... ولكن ( إسلام ) قال
- << ( يوسف ) ..... هل أنت واثق من وصفك لتلك المخطوطة من حيث شكلها ... وأنها ليست ورقاً عادياً ؟ >>
- << سترونها كلكم حتماً حينما تأتون لمنزلي >>
- << بإذن الله >>
- << الآن سأذهب لسور الأزبكية .... من منكم يريد أن يأتي معي ؟ >>
تململ الجميع وبدأت الادعاءات ..... فهم برغم كل تلك المناقشات لم يؤمنوا بعد بصحة كلام ( يوسف ) ، فظهرت الأعذار الجاهزة كموعد المحاضرة التي ستبدأ الآن .... وموعد عم ( شيكو ) الحلاق الذي تم حجزه من ثلاثة أشهر ونسيه
صاحبة الخ الخ ...... فما كان من ( يوسف ) إلا أن ودعهم على وعد بالاتصال حين يصل لأي شيء .


* * *


* أريقاً أريقاً فليقاً فليقاً حليقاً حليقاً أتوني مستكين مستكين مستكين احضروا أينما تكونوا احضروا فإنكم محاطون به من كل جانب سمسائيل الهوام يحاقوف المخلبي سمسائيل الهوام يحاقوف المخلبي ارجعوا يا جنود المارد ارجعوا يا جنود المارد


* * *





أنتهى الجزء الثاني وإلى اللقاء في الجزء الثالث

ماذا في الجزء القادم ..؟؟ :
- من هو السجين المحكوم علية بالطرد من عالم الجن
- ما هي المفاجأه التي ستقابل يوسف في بحثة عن خيط يوصلة لأصل مخطوطة مدينة الموتى


__________________
سبحان الله و بحمده سبحان الله العظيم
استغفر الله العظيم و اتوب اليه .. <3
ماروكو غير متصل